ينتظر أن تفتح الحكومة تحقيقا لمعاقبة المتسببين في المأساة التي عاشها الحجاج الجزائريون الذين توجهوا لتأدية مناسكهم بمعية البعثة المنظمة التابعة للديوان الوطني للحج بالبقاع المقدسة، وهذا على خلفية احتجاج الحجاج على الظروف المزرية التي عاشوها خلال فترة أداء المناسك، بسبب تخلي عناصر البعثة عن تأدية مهامهم التنظيمية والتكفل بالحجاج بشهادة العديد منهم وفيات الحجاج الجزائريين طبيعية ولا شيء يدعو إلى القلق أشارت مصادر رسمية إلى أن الحكومة بصدد التحقيق في الظروف السيئة التي عاشها الحجاج الجزائريون، والتي دفعتهم للاحتجاج كلما سنحت الفرصة، بعد التقرير الذي أعدته السفارة الجزائرية بالمملكة العربية السعودية، وقامت بإرساله إلى وزارة الخارجية، حول الظروف التي جرى فيها موسم الحج هذه السنة، والذي اتسم بفوضى فاقت كل التصورات، بعد التخلي عن الحجاج وتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم. وكانت الأنباء الواردة طوال فترة الحج عن حالة الحجاج الجزائريين، تؤكد المعاناة التي لحقت بهم خصوصا فيما تعلق بجانب الإسكان، التوجيه والإرشاد، حيث وجد الحجاج أنفسهم دون أدنى رعاية وبشهادة عدد كبير منهم، الذين أكدوا في تصريحاتهم غياب الرعاية وأعوان البعثة التي رافقتهم منذ حلولهم بالأراضي المقدسة، رغم تأكيدات الجهة الوصية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة وتوفير أحسن الظروف للحجاج الجزائريين. وذكرت الأنباء الواردة أن غياب المسؤولين عن البعثة فتح الباب أمام الفوضى العارمة، إذ اقتحم مئات الحجاج الأجانب الخيم المخصصة للحجاج الجزائريين وأقاموا فيها، ليجد الكثير من الجزائريين أنفسهم مجبرين على قضاء لياليهم في العراء، إضافة إلى الوضع المزري للمخيمات التي عرفت انقطاع التيار الكهربائي، وتوقف مكيفات الهواء بمخيمات الحجيج الجزائريين لساعات طويلة عشية وقفة عرفة ورمي الجمرات، الأمر الذي أثار غضب واحتجاج الحجاج في ظل ارتفاع الحرارة التي تجاوزت أربعين درجة مئوية تحت الظل، والتي تضاعفت أكثر بسبب الاكتظاظ. وازداد الوضع سوءا بعد تعرض عدد كبير من الحجاج للاختناق بسبب الحرارة والاكتظاظ، الأمر الذي أدى إلى انتفاضتهم ضد أعوان ومسؤولي البعثة الجزائرية والاعتصام، قبل أن يتطور الأمر إلى مشادات وعراك مع المؤطرين والمرشدين الذين لم يظهروا إلا في اللحظات الأخيرة، حسب الشهادات الواردة من عين المكان، إضافة إلى تأخر نقل الحجاج من مكةالمكرمة إلى عرفة، حتى كادت تفوتهم وقفة عرفة، مشيرة إلى أن مئات الحجاج لم يصلوا إلا عند صلاة العصر بسبب تأخر النقل وسوء التنظيم. وينتظر بعد التحقيق أن تقوم الحكومة بمعاقبة المتسببين في المأساة التي عاشها الحجاج الجزائريون هذا الموسم بالبقاع المقدسة، نتيجة سوء التنظيم والتهرب من المسؤولية من طرف البعض، في انتظار تقديم الاقتراحات والحلول اللازمة لتسوية ملف الحج والعمرة نهائيا وبالتالي القضاء على الواقع المر الذي يصادف الحجاج والمعتمرين الجزائريين في كل موسم. عبد الرحيم خلدون ولد عباس ل “الفجر” وفيات الحجاج الجزائريين طبيعية ولا شيء يدعو إلى القلق قال وزير الصحة جمال ولد عباس، إن وفاة 16 حاجا جزائريين بالبقاع المقدسة حالات طبيعية، وأضاف أن الأمور جيدة بالنسبة للحالة الصحية للوفد، وتتحكم فيها البعثة الطبية، ولا شيء يدعو إلى القلق، في انتظار تقديم الحصيلة النهائية اليوم الأحد، حسب تعبيره. وأوضح الوزير ولد عباس، في اتصال هاتفي مع “الفجر”، أمس، أن 18 حالة وفاة التي سجلت في صفوف البعثة الجزائرية للحج، منهم 3 حجاج من الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، هي وفيات عادية وسجلت في كل البعثات التي أدت مناسك الحج لهذا الموسم. وعن الوضع الصحي العام للحجاج الجزائريين، لاسيما أمام ارتفاع درجة الحرارة بالبقاع المقدسة، مع تهاطل مفاجئ للأمطار، قال الوزير ولد عباس إن الأمور جيدة والوضع على مايرام يتحكم فيه أفراد البعثة الطبية لوزارة الصحة. وعن تقييمه لأداء البعثة الطبية، أفاد نفس المسؤول أنه يقدم التقرير النهائي صباح اليوم في ندوة صحفية بالوزارة.