قدم السبت، أعضاء البعثة الطبية المرافقة للحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة جُملة من الاقتراحات للديوان الوطني للحج والعمرة قصد تشديد المراقبة الطبية القبلية للحجاج قبل مغادرتهم أرض الوطن، كما تضمّن تقرير البعثة الطبية ظروف وفاة 23 حاجا جزائريا بالبقاع المقدسة خلال موسم حج 2008. * وأفاد عبد القادر قنار، رئيس البعثة الطبية المرافقة للحجاج الجزائريين في تصريح ل"الشروق اليومي" أن إجراءات ستتخذ مستقبلا قصد منع تسلل أي حاج مريض يتعذّر عليه أداء مناسك الحج، كما حدث هذه السنة بوصول عشرات الحجاج المصابين بأمراض عقلية وعضوية خطيرة إلى البقاع المقدسة رغم منعهم من قبل اللجان الطبية الولائية المشرفة على الفحص القبلي للحجاج. * وأشار الدكتور قنار إلى أن تقريرا مفصلا حول الوضعية الصحية للحجاج الجزائريين تم تسليمه إلى المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، يتضمن العديد من المقترحات قصد تحسين المتابعة الصحية للحجاج مستقبلا، فضلا عن دعوة أطباء لجان الفحص والكشف الى ضرورة التخلي عن المحاباة والعاطفة في تحديد مستوى القدرة الصحية للحاج الجزائري لأداء مناسك الحج. * وأضاف المتحدث أن عمل أعضاء البعثة الطبية موجه بالدرجة الأولى لمعالجة الحجاج المصابين خلال موسم الحج وليس المصابين بأمراض خطيرة قبل وصولهم إلى البقاع فيقضون كامل موسم الحج في مركز البعثة الطبية أو المستشفى، مشددا على خطورة إرسال الحجاج المرضى المصابين بأمراض عقلية واضطرابات نفسية، حيث يؤدي تدهور صحته العقلية في ظل تغيّر البيئة والاكتظاظ إلى عواقب خطيرة، حيث توفيّ حاجان جزائريان بالبقاع المقدسة بعد نوبة عصبية حادة. * وسيتم تقييم عمل جميع أعضاء البعثة والديوان الوطني للحج والعمرة بعد عودة جميع الحجاج إلى الجزائر، حيث لايزال عدد كبير من الحجاج الجزائريين في مطار "جدة" والمدينة المنورة بسبب تأخير رحلات العودة بسبب الاكتظاظ والازدحام في مطارات المملكة العربية السعودية، كما ستسلم اللجنة المكلفة بمتابعة ومراقبة الوكالات الخاصة المنظمة لموسم حج 2008 تقريرا مفصلا عن عمل الوكالات، ومستوى الخدمات المقدمة للحجاج، حيث على ضوء جلسات التقييم التي ستعقد منتصف شهر جانفي بمقر الديوان الوطني للحج والعمرة في العاصمة ستحدد معالم إستراتيجية تنظيم الحج للموسم القادم.