من المنتظر أن تفتح السلطات القضائية الفرنسية تحقيقا حول اختلاسات وقعت في جمعية “فرانس مغرب”، التي أنشئت للمساهمة في صيانة مقابر الفرنسيين بالجزائر واستغلال الأموال لأغراض أخرى، حيث أخطر رئيس المجلس الجهوي ل”بروفانس ألب كوت دازور”، ميشال فوزيل، أول أمس، وكيل الجمهورية بمرسيليا، جاك داليست، من أجل التحقيق في وجهة الأموال العمومية التي تلقتها الجمعية وفود رقابية تتحرى عن وجهة أموال الصيانة التي تلقتها جمعية “فرانس مغرب” نقلت، أمس، مصادر إعلامية فرنسية أن المستشار الإقليمي، ستيفان دوربيك، وجه رسالة إلى رئيس المجلس حول اختلاسات محتملة بجمعية “فرانس مغرب”، ورد ميشال فوزيل، بالقول إنه أخطر المفتشية العامة للمصالح الإدارية التي أعدت تقريرا، حول من طرف فوزيل إلى المدعي العام. وأضافت ذات المصادر أن مراقب المجلس الإقليمي يشك في مسؤولي الجمعية الذين تلقوا إعانات بلغت 307000 أورو خلال خمس سنوات، يكونون قد استغلوها لأغراض أخرى. وفي سياق متصل، ذكرت نفس المصادر أن مدير مؤسسة جزائرية اشتكى عدم تلقيه تكاليف ترميم عدة مقابر، بالإضافة إلى مراسلة من محافظ مقبرة فرنسيين بالجزائر، لذات السبب، أمور دفعت إلى فتح تحقيق حول وجهة أموال جمعية “فرانس مغرب”. وكانت المفتشية العامة للمصالح الإدارية بمنطقة “باكا”، قد وضعت حسابات الجمعية المعنية بدعم وترقية ترميم المقابر الفرنسية في الضفة الجنوبية من المتوسط خاصة الجزائر، تحت المجهر منذ أشهر، بعد طلب المستشار الإقليمي من رئيس المجلس الجهوي توضيح الأمور، ووجهت أصابع الاتهام لرئيس الجمعية، بيار هنري بابالاردو، بتزوير وثائق للتمويه، تتعلق بترميم المقابر التي بلغ عددها 210 ألف قبر، تعرض 4 آلاف منها إلى التلف، وتتوزع هذه القبور على 62 مقبرة صغيرة، وقد أرسلت المصالح المعنية وفودا إلى الجزائر للتحقق من الأمر. ونقلت المصادر الإعلامية عن رئيس الجمعية تأكيده امتلاك وثائق وفواتير تثبت ترميم كل المقابر الفرنسية بالجزائر، والتي كانت في حالة مزرية على حد تعبيره، فيما كشفت تحقيقات المفتشية العامة التي استمرت ستة أشهر عن وثائق مزورة.