صدر حديثا للكاتب والباحث الجزائري أحمد دلباني كتاب جديد موسوم ب”سفر الخروج”، عن منشورات دار التكوين، بالعاصمة السورية دمشق، في حوالي 150 صفحة من الحجم المتوسط، تناول فيه الباحث بعض المسائل الثقافية في مجتمعاتنا العربية بغرض الوصول إلى السؤال الجوهري وهو السبات الإيديولوجي المضروب على هذه الأمة منذ أمد ليس بالقريب. حاول الباحث عبر هذه الدراسة الفلسفية، أن يصور للقارئ العديد من المقاربات النقدية التي أجراها على نصوص أدبية وشعرية وفكرية عربية تعود إلى كل من أدونيس في نصه “عتق المعنى بالخروج من المسبق”، والشاعر محمد بنيس، في نصه “الكتابة وانهيار المتعاليات”، والمفكر الراحل محمد أركون، من خلال نصه “تدشين نزعة إنسانية كونية”، والمفكر علي حرب في نصه “تحرير إرادة المعرفة من إرادة الاعتقاد”...، وذلك في الجزء الأول من هذا الكتاب. وسلط الكاتب في الجزء الثاني من الكتاب ملحقا يتكون من ثلاثة نصوص هي “نحو تجذير أسئلة تحديث الثقافة”، “قوة المعرفة في مواجهة خطاب القوة”، و”الإبداع بوصفه حدثا، لا مواكبة للحدث”، كما حاول هذا الكتاب أن يجيب عن الأسئلة الإبستيمولوجية التي تصطدم بجدار من الممنوعات النفسية، عبر أربع مصادر فكرية مهمة لم تقرأ بالشكل الكافي أو أنها استبعدت عنوة حتى لا يخترق سبات المعنى الذي انغلق على نفسه، وانفتحت أمام التقهقر والاضمحلال، ممهدة الطريق أمام انقراض مهول للحضارة العربية مستقبلا حسب رؤية الكاتب. ذكر أن الكاتب أحمد دلباني، قد صدر له العديد من المنجزات الأدبية في المجال الفكري على غرار”مأدبة المتاهة”، “السيمفونية التي لم تكتمل”، “مقام التحول”، بالإضافة إلى العديد من الدواوين الشعرية، كما صدر له حديثا بالجزائر دراسة نقدية في أعمال محمود درويش الأخيرة.