صدر حديثاً، عن منشورات "بونة للبحوث والدراسات"، كتاب جديد للدكتور والباحث عبد الحميد بورايو، حمل عنوان "البعد الاجتماعي والنفسي في الأدب الشعبي الجزائري"، تناول فيه الباحث تأثر الأدب الشعبي بالواقع الاجتماعي وعلاقته به. الكتاب هذا، الذي طبع على نفقة وزارة الثقافة، في إطار مشروع دعم الكتاب، جاء في حوالي 250 صفحة، من الحجم المتوسط، ضم مجموعة من المقالات تناول فيها الكاتب، موضوع الأدب الشعبي الجزائري، حيث جاء في مقدمة الكتاب أنّ فن القصة يمثل شكلا سرديا ذا قالب منطقي يستعمله الإنسان للتعبير عن مفهومه للحياة وعن تصوراته في علاقته بالكون، لذا فهو يمثل الوسيلة المثلى لإدراك تحولات الشرط الوجودي للجماعات البشرية، ومن هنا يصبح لزاما على علم الاجتماع وعلم النفس أن يوليا عناية خاصة بفن القصص في أي مجتمع من المجتمعات باعتباره حاملا لمجموعة القيم والتصورات، يسعى الدارس لإدراكها من خلال تمثيلاتها في النص القصصي. واعتبر بورايو أن مقالاته اتخذت من التراث السردي المتداول كمادة للدرس والتحليل، مضيفا أنه تم توارث بعض النصوص المعالجة عن حقب تاريخية قديمة لم تكن فيها الحدود الثقافية مرتبطة بالحدود السياسية التي نعرفها اليوم، كما أكد أن النصوص التي أضفى عليها الجنسية الجزائرية هي تراث مشترك مغاربي وعربي لكن لها روايات شفهية ظلت متداولة في حدود القطر الجزائري. واستعان الكاتب في إعداد دراسته هذه على مجموعة من المقالات التي تعالج البعدين الاجتماعي والنفسي في النصوص القصصية التي اطلع عليها أو التي جمعها من الميدان، والتي كانت قدمت كمداخلات في لقاءات علمية وطنية ودولية واهتمت بتناول البعدين الاجتماعي والنفسي من جهة، ومن جهة أخرى بطرح مسائل تهتم بها الدراسات الاثربولوجية، مستعينة أيضا بوسائل منهجية مستمدة من النظرية السيميائية في بعض المقالات ومن النظرية التداولية في مقالات أخرى، بحيث ركّز بعضها على الجانب المنهجي وبعضها الآخر تعامل مع مكونات النصوص عن طريق تحديدها، وبين العلاقات التي تربط بينها. للتذكير، فقد سبق للكاتب أنّ قدم عدة مؤلفات تناول فيها الموروث الشعبي الوطني، حيث أصدر كتاب "القصص الشعبية في منطقة بسكرة"، "الحكايات الخرافية للمغرب العربي"، "الأدب الشعبي الجزائري، دراسة لأشكال الأداء في الفنون التعبيرية الشعبية في الجزائر"، وغيرها من الإصدارات التي تتناول الأدب الشعبي عموما.