بدأت أمس قمة إفريقيا-الاتحاد الأوروبي الثالثة أعمالها بالعاصمة الليبية طرابلس تحت شعار "الاستثمار والنمو الاقتصادي"، بحضور أكثر من 80 رئيس دولة وحكومة إفريقية وأوروبية. وستبحث القمة على مدى يومين 9 قضايا تمثل ملخصا لما اصطلح عليه بخطة العمل الثانية المقرر صدورها عن القمة بجانب وثيقة أخرى وهي "إعلان طرابلس" وتتضمن خطة العمل الثانية، موضوعات للشراكة وهي السلم والأمن والحوكمة والديمقراطية، وحقوق الإنسان والتجارة والتكامل الاقليمي والهجرة والنقل والعمل على تحقيق أهداف الألفية وقضية تغير المناخ والطاقة والبحث العلمي والفضاء والعلوم والتكنولوجيات. وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي قد استبقوا انطلاقة أشغال القمة باجتماع قالوا إن الهدف منه التحضير للقمة المشتركة للرؤساء وإخطار الرؤساء بمضمون النقاش من أجل توحيد مواقف الدول الإفريقية. وفي السياق أعلن السودان مقاطعته "على كل المستويات" للقمة احتجاجا على ضغوط أوروبية لثني الرئيس السوداني عمر البشير عن المشاركة و"لعدم إحراج السلطات الليبية". وحسب بيان للرئاسة السودانية فإن "موقف الاتحاد الأوروبي بشأن مشاركة الرئيس في القمة يمثل العقلية الاستعمارية التي لا تزال تنظر بها أوروبا إلى إفريقيا". وقد اتهم البيان، الذي أوردته وكالة رويترز للأنباء، الاتحاد الأوروبي بتقويض استقرار الاتحاد الإفريقي وب"الرياء". وكان الاتحاد الأوروبي-المؤيد لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية بحق البشير-قد طلب ضمانات من ليبيا بعدم مشاركة البشير في القمة، حسب ما أفاد مصدر دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس. وأعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي الأحد في طرابلس أن بلاده "لن تشارك في هذه القمة" وأن "السودان لن يكون ممثلا على أي مستوى". وأضاف كرتي - الذي كان يحضر اجتماعات للوزراء الأفارقة وانسحب منها إثر تعليمات من الخرطوم - أن الرئيس السوداني قرر عدم المشاركة في القمة "لعدم إحراج السلطات الليبية". من جهته قال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا إنه تم الاتفاق مع الجانب السوداني على ألا يشارك البشير في القمة، على أن يشارك في اجتماع السلم والأمن الإفريقي الذي سينعقد اليوم الثلاثاء. وكانت وكالة أنباء "ليبيا برس" نقلت عن مصادر دبلوماسية في الخرطوم قولها إن الرئاسة السودانية طالبت الطيران المدني الليبي بالإذن باستقبال طائرة الرئاسة التي ستقل البشير، وعندما تأخر الرد لأسباب تقول طرابلس إنها فنية بحتة، قرر الرئيس البشير إلغاء قراره بالمشاركة في القمة. ورأت المصادر أن عدول الرئيس البشير عن حضور القمة، ربما جاء من أجل رفع الحرج الذي قد يسببه لليبيا التي تستضيف عددا كبيرا من الرؤساء والقادة الأوروبيين، الذين هددوا بالانسحاب من القمة في حال تأكد حضور البشير الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بسبب تهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور.