صدر حديثاً، عن منشورات دار ميم للنشر بالجزائر، الترجمة العربية للمسرحية العالمية “نهاية لعبة”، للكاتب الإيرلندي الشهير صامويل بيكيت التي صدرت في طبعتها الأولى عام 1957، وحققت شهرة واسعة للكاتب الذي نال فيما بعد جائزة نوبل للأدب. النص المسرحي هذا يأتي في فصل واحد، وتدور أحداثها حول شخصيات مصابة بالعمى والشلل، تعيش في صناديق القمامة عادة، أو مكتوب عليها العمل الدائم دون الحصول على راحة. ويقول النقاد عن هذا العمل إنه شبيه بنص مسرحي لذات الكاتب كان قد أخرجه قبل هذا العمل وهو”في انتظار جودو”، لكنه حقق شهرة أكثر منه، خاصة من ناحية المضمون العام للعمل. الكتاب الجديد هذا حاولت من خلاله “ميم” أن تسلط الضوء على بعض الأعمال الأدبية العالمية، ولعل اختيار المترجم لهذا العمل هو موضوع النص بحدّ ذاته، كون بيكيت معروف بمعالجته لمختلف الظواهر الإجتماعية في مختلف أعماله الأدبية سواء روايات، قصص، أو مسرحيات. وعن هذا العمل كتب الطيب لسلوس، في مقدمة العمل، أنّ الإشكالية التي يرتكز عليها العرض المسرحي هو طرح سؤال هام للقارئ أو المشاهد للنص ألا وهو هل يمكن تقديم نهاية لعبة؟ أو هل هناك إمكانية لنهاية لعبة ما؟ وكلها أسئلة تغرق المتتبع وتجعله يسارع للبحث عن الحقيقة بين تيمات هذا العمل. كما سيتيح النص الموسوم ب”نهاية لعبة” للقارئ فرصة التفكير في الأسئلة والبحث في ذات الوقت عن أجوبة تلك الأسئلة، وهي أسئلة الفرد مختزلة لمعنى الوجود الإنساني، ويضيف لسلوس في مقدمة هذا العمل قائلاً”من خلال المشاهد المسرحية الواردة في النص سنجد أن الأحداث انطلقت بداية من الأسود والأبيض وعبرها بالتأكيد ستكون هناك نهاية مرتقبة للعبة ستقف عند حالة الرمادي. وورطة هذا اللون في هذا العرض أن الأمور فيه ستصل إلى حافة الهاوية لتصبح نهاية اللعبة مهدة هذه الحافة. ومن هنا يبقى الأمل الوحيد في بقاء الحالة الرمادية في حياة الفرد من أجل أن تستمر هذه اللعبة لعبة الحياة بكل ما تحمله من معانٍ إيجابية أو سلبية، وفي أحسن الأحوال على السواد المتبطن أو التغطي بالبياض لمنع الكائن البشري من الانزواء في ظلامه الخاص. يذكر أن صامويل بيكيت، يعد أهم كتاب القرن العشرين في مجالات المسرح والرواية، وهو بأدبه الممتد لفترة 60 عاماً، من خلال سلسلة من الأعمال الأدبية منها مجموعته القصصية الموسومة ب”وخزات أكثر من ركلات”، رواية “ميرسييه وكاميه”، مسرحية”في انتظار جودو”، المجموعة القصصية “قصص ونصوص من أجل لا شيء”، مسرحية “شريط كراب الأخير”، ومسرحية “ليس أنا“، التي نشرها بعد حصوله على جائزة نوبل بسنوات، وهي آخر عمل نشر للكاتب، إذ يقال إنه لم يذهب لتسلم الجائزة التي تحصل عليها سنة 1969، كما اختفى بعد تلك الفترة ولم يظهر إلا بعد وفاة زوجته سنة 1989.