صدرت، مؤخرا، عن دار ميم للنشر الطبعة الأولى باللغة العربية لرائعة الكاتب صامويل بيكت. المسرحية تحمل عنوان ''نهاية لعبة'' ترجمها الكاتب عبد الله الهامل ويهدف من خلالها إلى المساهمة في إيصال روائع الفن العالمي إلى أكبر شريحة ممكنة ممن لا يعرفون سوى اللغة العربية ومنها هذه المسرحية. ويبرز كاتب المقدمة الأستاذ الطيب لسلوس الإشكالية التي يرتكز عليها العرض بطرح سؤال هل يمكن تقديم نهاية لعبة؟ أو هل هناك إمكانية لنهاية لعبة ما؟ وكلها أسئلة تغرق الباحث للبحث عن الحقيقة فيما يمكن أن نسميه بالعبثية الدرامية المغلفة برداء فلسفي ضمن النص المسرحي. ومن خلال المطالعة ستتيح ''نهاية لعبة'' للقارئ التفكير في الأسئلة والبحث في ذات الوقت عن الأجوبة، وهي أسئلة الفرد مختزلة لمعنى الوجود الإنساني. ومن خلال المشاهد المسرحية الواردة في النص سنجد أن الأحداث انطلقت بداية من الأسود والأبيض وعبرها بالتأكيد ستكون هناك نهاية مرتقبة للعبة ستقف عند حالة الرمادي. وورطة هذا اللون في هذا العرض أن الأمور فيه ستصل إلى حافة الهاوية لتصبح نهاية اللعبة مهدة هذه الحافة، ومن هنا يبقى الأمل الوحيد في بقاء الحالة الرمادية في حياة الفرد من اجل أن تستمر هذه اللعبة لعبة الحياة بكل ما تحمله من معانٍ ايجابية أو سلبية وفي أحسن الأحوال على السواد المتبطن أو التغطي بالبياض لمنع الكائن البشري من الانزواء في ظلامه الخاص. ومن خلال متابعة العرض عبر مطالعة الترجمة التي أعدها، كما سبق القول، عبد الله الهامل، نجد أن هاجس الفلسفة لا يمكنه المغادرة فنهاية لعبة هي كتابة العقل لنفسه وهي قوة الشد إلى المركز حيث إن كل شيء قريب من كل شيء ويشبه كل شيء. وفي العرض نجد أن الحصان كلوف هو الذي يشجع ويمد الملك هام بالجرأة والأمل في إيجاد تفاصيل جديدة تجعل كلوف يتغنى بطفولته مع هام ونفس الأمر مع ناج ونيل، وكلهم الأبطال الذين جسدوا أحداث العرض المسرحي. عبر العرض نعرف أن بيكت انتظر كثيرا نهاية اللعبة، لكنه علم بعد أن يئس أن اللعب هو مجرد غرفة إنعاش للأمل.