أوفد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، ثابو مبيكي، رئيس لجنة حكماء إفريقيا ورئيس جنوب إفريقيا السابق، إلى ساحل العاج، للتوسط في الخلاف الناشب هناك بشأن الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نوفمبر، بعد اعلان كل من الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، والوزير الأول السابق ومرشح المعارضة، الحسن وتارا، فوزه في الانتخابات وأدائه اليمين الدستورية بشكل متزامن. وقالت سفيرة جنوب إفريقيا لدى ساحل العاج، زودوا لالاي، إن الهدف الأساسي من زيارة مبيكي هو السعي لحل سلمي لهذا الخلاف، وأشارت إلى أوجه شبه بين انتخابات ساحل العاج الأخيرة وتلك التي جرت في كينيا عام 2007، والتي أشعلت نتيجتها أعمال عنف عرقية أدت إلى سقوط 1300 قتيل على الأقل، بالإضافة إلى تشريد مئات الآلاف، وقالت ”إن أي وضع مثل رواندا وكينيا سيكون كابوسا نعمل دون كلل لتفاديه”، في إشارة واضحة إلى المخاطر المحدقة بساحل العاج على خلفية ما تردد عن إلغاء المحكمة الدستورية، التي لها الكلمة الأخيرة في الانتخابات، مئات الآلاف من الأصوات في معاقل واتارا، على أساس قيام جنود متمردين بعمليات تخويف وتحايل، وأعلنت فوز غباغبو. وقد رفضت عدة جهات دولية إعلان فوز غباغبو، وقالت إن وتارا هو الفائز الحقيقي، وقالت الولاياتالمتحدة وفرنسا والأممالمتحدة ومجموعة إيكواس إن نتائج الانتخابات تظهر أن المعارض الحسن وتارا هو الفائز الشرعي، حيث كانت بعثة الأممالمتحدة في ساحل العاج قد رفضت الجمعة الاعتراف بإعلان المجلس الدستوري فوز غباغبو، وأكدت صحة فوز وتارا وفق النتيجة التي أعلنتها الخميس الماضي المفوضية المستقلة للانتخابات. وقال رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، في بيان له ”أتفق مع رسائل التهنئة الموجهة من المجتمع الدولي إلى وتارا باعتباره الفائز القانوني في الانتخابات الديمقراطية”. وأعرب باروسو عن قلقه بشأن تطورات الأحداث في ساحل العاج، داعيا الأطراف إلى احترام النتائج الانتخابية وعدم اللجوء إلى العنف. ومن جانبه أعلن الاتحاد الإفريقي عزمه اتخاذ إجراءات بحق من قوض نتائج لجنة الانتخابات، وأعرب مجلس السلم والأمن عن رفض الاتحاد الإفريقي ”التام لأي محاولة تهدف إلى خلق أمر واقع بهدف نسف العملية الانتخابية والتشكيك في الإرادة الشعبية التي تم التعبير عنها في 28 نوفمبر 2010، ما يؤدى إلى تعقيد وضع هو أصلا بالغ الخطورة ويغرق كوت ديفوار في أزمة لا يمكن تحديد عواقبها”، حسب بيان للاتحاد الإفريقي. كما وافق المجلس على قرار لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، جان بينغ، بتكليف الرئيس الجنوب إفريقي السابق، ثابو مبيكي، القيام بمهمة عاجلة في كوت ديفوار. وكانت الانتخابات التي جرت تهدف إلى إنهاء صراع بدأ قبل عشر سنوات، ولكن يبدو أن من المرجح على نحو متزايد أن تؤدي إلى تفاقمه. كما استهدفت الانتخابات توحيد ساحل العاج بعد أن أدت حرب في عام 2002 إلى وقوع شمال البلاد في أيدي المتمردين، ولكن هذا يبدو الآن أمرا غير محتمل. ويبدو أن النزاع الناجم عن ذلك يحبط جهود إعادة توحيد البلاد، واندلعت احتجاجات على نطاق محدود وعمليات إحراق إطارات سيارات، أول أمس السبت، في عدة بلدات، بما في ذلك أكبر المدن أبيجان، وفي بواكيه في الشمال، وقتل ما لا يقل عن 15 شخصا في أعمال عنف لها صلة بالانتخابات.