يجري الاتحاد الافريقى و الشركاء الدوليون مساعي دبلوماسية حثيثة في محاولة لفك خيوط الأزمة السياسية في كوت ديفوار التي تعقدت مع الإعلان عن نتائج الانتخابات وسط مخاوف من ان يؤدي الوضع "الهش" اصلا الى الانزلاق فيما يواصل المجتمع الدولي دعمه للحسن واتارا و دعوة خصمه لوران غباغبو لاحترام نتائج التصويت. واوفد الاتحاد الافريقي "على وجه السرعة" الرئيسي السابق لجنوب افريقيا تابو مبيكي الى العاصمة الايفوارية بالقيام بوساطة "عاجلة" الى كوت ديفوار لاحتواء الوضع و"تيسير الاكتمال الشرعي والسلمي" للعملية الانتخابية في البلاد. و حل الوسيط الافريقي مبيكي اليوم ابيدجان للتباحث مع الأطراف الأزمة و الفاعلين السياسيين سعيا الى ايجاد مخرج لبلد أصبح على حافة الانزلاق في ظل تنصيب كل من لوران غباغبو و الحسن واتارا نفسه رئيسا للجمهورية امس و تاديته لليمين الدستورية كل على حدا. وتشير الأنباء الواردة من كوت ديفوار الى ان مبيكي استقبل من طرق البعثة الدبلوماسية الجنوب الافريقية في ابيدجان في غياب الممثلين الرسميين عن الحكومة الايفوارية. وكان مجلس السلم و الامن التابع للاتحاد الافريقي قد عبر خلال اجتماع طارىء عقده الليلة الماضية لبحث الموقف في كوت ديفوار عن رفضه "المطلق" لأي محاولة ل"خلق أمر واقع من شأنه أن يقوض العملية الانتخابية ويقوض من إرادة الشعب التي عبر عنها في التصويت الذي أجري الاحد الماضي ويؤدي كذلك إلى تعقيد الموقف الخطير بالفعل والزج بكوت ديفوار في أزمة ذات عواقب غير محسوبة". واستمع المجلس إلى بيانات من ممثل عن منسق الحوار المباشر بين الأطراف الإيفوارية رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري ومن ممثل عن رئيس المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا (ايكواس) رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان ومن ممثل عن رئيس الاتحاد الافريقي رئيس مالاوي بينجو واموتاريكا, وكذلك ممثل من كوت ديفوار وفق بيان اصدره المجلس. وتوازيا مع هذه التطورات يواصل المجتمع الدولي دعمه للسيد حسن واتارا الفائز بهذه الانتخابات/باكثر من 54 بالمائة من الاصوات/ التي اعلنتها المفوضية المستقلة للانتخابات و صادقت عليها الاممالمتحدة فيما رفضها المجلس الدستوري (أعلى سلطة قضائية في كوت ديفوار) الذي اعطى الفوز لخصمه لوران غباغبو. وقال متحدث باسم المجلس في هذا الصدد إن "مراجعة النتائج أظهرت وجود عدة مخالفات وأن النتائج المنقحة منحت غباغبو 51 في المئة من الاصوات مقابل 49 في المئة لواتارا". وماتزال ردود الفعل الدولية المؤيدة للحسن واتارا و شرعية نتائج الانتخابات الرئاسية التي اعطته الفوز بمنصب الرئاسة على حساب منافسه لوران غباغبو متواصلة حيث دعت اليوم بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ اطراف الأزمة في كوت ديفوار لإحترام النتائج التي اعلنتها لجنة الانتخابات المستقلة والتي أكدتها الأممالمتحدة وكذلك الى احترام إرادة الشعب الايفواري. وقال الوزير هيغ في بيان صحفي اليوم "أن المملكة المتحدة تشعر بقلق شديد حيال الوضع الحالي في كوت ديفوار"مضيفا ان بلاده". ودعت الولاياتالمتحدة اليوم رعاياها الى عدم السفر الى كوت ديفوار متحدثة عن "امكانية كبيرة لحصول اضطرابات سياسية واعمال عنف" بعد الانتخابات الرئاسية. كما دعت الوزارة ايضا الامريكيين المتواجدين حاليا فيكوت ديفوار الى"الحد من تنقلاتهم" والى اخذ "الحيطة والحذر". و كانت واشنطن قد اكدت دعمها لحسن واتارا و دعت الى ضرورة احترام نتائج الانتخابات داعية " جميع الاطراف ومن بينهم لوران غباغبو الى الاعتراف بهذه النتيجة واحترامها". وحذر الرئيس الامريكى باراك اوباما من ان " الاسرة الدولية ستضع الذين يحاولون افشال العملية الديموقراطية وارادة الناخبين امام مسؤولياتهم ". ومن جهته، أعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس ان الصندوق "لن يتعامل مع أية حكومة في كوت ديفوار غير معترف بها من قبل منظمة الأممالمتحدة"وهي حكومة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو. ويرى متتبعون للشان الايفواري بان الوضع الحالي"الحساس" يثير مخاوف من تصعيد سياسي - طائفي بعد حدوث اعمال خلفت امس مقتل شخصين على الاقل بابيدجان الا ان ان بعض المصادر اكدت بان الحصيلة تفوق هذا العدد. وأمام استمرار اغلاق كوت ديفوار لمجالها الجوي الغت عدة شركات الخطوط الجوية الاجنبية بالغاء الرحلات الجوية في اتجاه ابيدجان.