أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا /ايكواس/ عن عقد قمة طارئة الثلاثاء المقبل لبحث الوضع الأزمة السياسية الراهنة في كوت ديفوار حيث شرع المبعوث الخاص للاتحاد الافريقى ثابو مبيكى يوم الأحد في مباحثات مع الرئيس الايفواري لوران غباغبو في محاولة لايجاد حل للازمة الانتخابية في البلاد. وتسعى القمة الاستثنائية للايكواس لبحث تداعيات الاوضاع السياسية فى كوت ديفوار بمبادرة من نيجيريا التى ترأس المجموعة. ونقلت مصادر إعلامية اليوم عن جيمس فيكتور جيهو رئيس مفوضية الايكواس قوله ان الهدف من القمة الطارئة هو منع انزلاق الاوضاع فى كوت ديفوار الى هاوية الفوضى الشاملة بما يفتح مجالا لتجدد الحرب الاهلية فى البلاد بعد ان وضعت اوزارها فى العام 2002. كما سيتناول قادة الايكواس خلال القمة تقارير المراقبين الذين اوفدهم تجمع ايكواس الى كوت ديفوار لمراقبة مجريات الانتخابات الرئاسية فى دورتها الثانية التى جرت الاحد الماضى. وفي اطار المساعي الافريقية الحثيثة الرامية لايجاد حل للمأزق السياسي في هذا البلد اجرى مبعوث الاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا الاسبق ثابو مبيكي محادثات بالعاصمة اليفوارية ابيدجان مع الرئيس لوران غباغبو حول السبل الناجعة لايجاد حل للمأزق السياسي الذي تسببت فيه الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ومن المقرر ان يلتقي المبعوث الافريقي لاحقا برئيس الوزراء الاسبق و زعيم المعارضة الايفواري الحسن واتارا وكذا المفوضية الانتخابية المستقلة والمجلس الدستوري للتحادث في نفس المشكل. وصرح مبيكي للصحافة عقب اللقاء انه لابد من السماح للطرفين لابداء رايهم فيما يخص المشكل ليتم اتخاذ الاجراءات اللازمة وما يجب فعله فيما يخص هذا الموضوع علما ان المبعوث الافريقي كان قد التقى سابقا بالممثل الخاص للامم المتحدة بهذا البلد بون جين شاو. وكانت لجنة الانتخابات الايفوارية قد اعلنت عن فوز الحسن اوتارا بنسبة 51 بالمائة من اصوات الناخبين فيما حصل رئيس البلاد المنتهية ولايته لورين غباغبو على نسبة 49 بالمائة من اصوات الناخبين. ودخلت كوت ديفوار في أزمة سياسية وأعمال عنف بعد ما أعلنت مفوضية الانتخابات المستقلة فوز الحسن وتارا بالرئاسة لكن المجلس الدستوري -أعلى سلطة قضائية في البلاد- نقض قرار المفوضية وأعلن فوز الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو بعد الاعلان عن إلغاء نتائج التصويت فى سبع من المناطق الشمالية المؤيدة لوتارا لحدوث تجاوزات بالغة فيها. و اصبحت كوت ديفوار برئيسين غباغبو والحسن واتارا و ادى كل منهما اليمين الدستوري مما يعمق الانقسام في هذا البلد الذي يشهد أزمات متواصلة منذ عشرة أعوام. وقد اعيد تعيين رئيس وزراء كوت ديفوار غيولو سورو الذي قدم استقالته يوم السبت الى منصبه بعد اعترافه بفوز زعيم المعارضة الاسان واتارا الذي أعلن رسميا بأنه الرئيس المنتخب للبلاد وحقق فوزا فى الانتخابات تؤيده كل من اللجنة الانتخابية والمجتمع الدولى والاتحاد الافريقي . وامتد صدى الازمة السياسية في كوت ديفوار الى ما وراء الحدود حيث اكدت كل من الاممالمتحدة و الولاياتالمتحدة و فرنسا و بلجيكا /الرئيس الحالي للمفوضية الاوروبية/ دعهما لفوز واتارا كرئيسا لكوت ديفوار و دعت منافسه غباغبو الى الاعتراف بنتيجة الاقتراع واحترامها. من جهته دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى شعب كوت ديفوار إلى الهدوء وضبط النفس . مؤكدا ضرورة احترام نتيجة الانتخابات الرئاسية في البلاد. وناشد أوغلى في بيان المرشحين الايفواريين الى احترام إرادة الناخبين التي عبروا عنها في الاقتراع الذي أجري فى 28 نوفمبر الماضي بحرية ونزاهة. داعيا المرشحين ومؤيديهما على اعتبار النتيجة التي أعلنتها مفوضية الانتخابات "انتصارا لشعب كوت ديفوار كافة" ومؤكدا التزام المنظمة بدعم عملية بناء السلام في كوت ديفوار. وأضاف أن هذه الانتخابات "مثلت خطوة رئيسية نحو تحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق السلام الدائم في هذا البلد". يذكر أن كوت ديفوار مقسمة منذ أن أدت حرب أهلية اندلعت في عامي 2002 و 2003 إلى سيطرة "القوى الجديدة" المتمردة على شمال البلاد .