تناولت الكاتبة نعيمة معمري، في عملها الروائي الجديد الموسوم ب”أعشاب القلب ليست سوداء”، الصادر مؤخرا عن منشورات ”فيسيرا”، بالعاصمة، مرحلة العشرية السوداء التي عصفت بأحلام وآمال الجزائريين، فحاولت أن تنقل القارئ إلى تلك المرحلة التي أرّقت العديدين من خلال بطل الرواية وبعض الشخوص التي تمحور حولهم موضوع هذا النص. وعبر صفحات الرواية التي جاءت في حوالي 250 صفحة، من الحجم المتوسط، سردت معمري قصة رجل أمن يدعى الهادي، الذي قرر فجأة ودون سابق موعد أن يترك عائلته وأهله وأحبائه ويغادر أرض الوطن، بعد الموقف الذي تعرض له في حياته وهو موت أقر أصدقائه في تلك المرحلة الحرجة التي مرّ بها الشعب الجزائري. وعبر فصول الرواية ال 16 توزعت أحداث الرواية بين مرحلة ما قبل السفر، ومرحلة ما بعد السفر طارحة عدّة تساؤلات تدور أغلبها حول هاجس الموت والقتل، والحياة، وهي مجمل تساؤلات سلطت عليها الضوء الكاتبة في الصفحة الأخيرة من النص. فهذا النص حسبها جاء ليسلط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخنا، وهو ما استعانت به الكاتبة في نصها هذا، حيث أخذت من تفاصيل الحياة اليومية ديكورا لنصها.