تسرد نعيمة معمري في رواية ''أعشاب القلب ليست سوداء'' (منشورات فيسيرا) حكاية تجمع بين الداخل والخارج، بين الراهن والماضي، تعود إلى سنوات العشرية السوداء، وتحاول مقاربة الخوف وبعض ملامح الطموح والتأمل والرغبة في الخروج من دائرة الموت والعنف والدم. ويغيب في الرواية نفسها، التي تعتبر باكورة المؤلفة، البطل بالمعنى الكلاسيكي، وتحل مكانه اللغة، أين تقترب كثير من المقاطع من الخاطرة بدل السرد وتغليب معنى الكتابة الروائية، مع ذلك فإننا نلتمس كثيرا من الانفعالات في تطور مسارات الشخصيات ورغبة المؤلفة في البوح وتحرير جانب الحكي في داخل شخصيتها. كما أن الفضاء يتنوع ويتعدد في الرواية نفسها من الجزائر إلى انجلترا أين تعيش شخصيات الرواية شتات بحثا عن ذاتها.