زيارة الرئيس بوتفليقة إلى ألمانيا.. زيارة عادية جدا ولكنها تثير تساؤلات غير عادية هذه المرة! فقد سبق للرئيس أن زار ألمانيا ..ولم تثر وقتها التساؤلات التي تثار حول هذه الزيارة؟ وقد سبق لميركل أن زارت الجزائر ولم تثر حول زيارتها أي تساؤلات.. لماذا ؟! لأن الزيارات السابقة كانت في سياق العلاقات الثنائية بين البلدين ولم تكن باريس تشعر بأن الحديقة الخلفية لها وهي الجزائر يمكن أن يلعب فيها الألمان بدون إذن فرنسا! لكن السحب الذي تلبد سماء العلاقات الجزائرية الفرنسية جعلت زيارة بوتفليقة لألمانيا موضع تساؤل!؟ فالموقف الألماني من حكاية ساركوزي في اتحاد المتوسط لا يختلف عن موقف الجزائر.. وهو ما تعتبره فرنسا تسللا ألمانيا نحو عبر السور إلى حديقة فرنسا الخلفية في شمال إفريقيا.. وهي الجزائر!؟ الفرنسيون في فرنسا ينطرون إلى زيارة بوتفليقة هذه لألمانيا على أنها إقلاق جزائري ألماني لسياسة فرنسا في الجزائر..! لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد.. فهناك أيضا قلق لدى فرنسيي الجزائر من الجزائريين إزاء بحث بوتفليقة بهذه الزيارة عما يمكن أن يقلق الفرنسيين أكثر.. ولهذا يتساءلون لماذا يرفض بوتفليقة زيارة باريس.. ويزور برلين؟! هل يمكن أن يبيع بوتفليقة للألمان شمس الجزائر في إطار مشروع "صحراء تاك" الذي اقترحه الألمان على الجزائريين؟! نتذكر كيف انزعجت فرنسا جيسكار ديستان في عهد هواري بومدين عندما أقدم بومدين على بيع غاز الجزائر لأمريكا في إطار البازو! ومسح فم فرنسا من هذا المشروع!؟ وكيف "زعف" أبناء فرنسا في الجزائر على الشاذلي بن جديد عندما زار أمريكا في بداية الثمانينيات بدون إذن الفرنسيين.. إلى درجة أن الحكومة الفرنسية عاقبت بعض رجالها الذين كانواعلى رأس "كانون الجزائر" لأنهم سمحوا للشاذلي بهذه الزيارة! بوتفليقة يريد أن يصفع الفرنسيين باليد الألمانية لأنهم تطاولوا عليه وعلى الجزائريين من خلال الإجراءات المهينة التي فرضها ساركوزي على الجزائريين المهاجرين.. وهي نفس القضية التي من أجلها صفع بومدين ديستان باليد الأمريكية! الحق يقال: إن وضع بوتفليقة الآن مع فرنسا أحسن من وضع بومدين في بداية السبعينات.. كما أن وضع فرنسا اليوم أسوأ من وضعها في السبعينيات.. لهذا الكف بالكف والبادئ أظلم؟!