وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس إلى الجزائر في زيارة رسمية تدوم يومين، حيث جمعتها محادثات مع كل من رئي الحكومة أحمد أويحيي ووزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، وينتظر أن تتركز محاور المنقاشات خلال الزيارة على تزويد الجزائرلألمانيا بالغاز، كما سيتم التطرق إلى تطوير العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب. وكان في استقبال أنغيلا ميركل في مطار هواري بومدين بالعاصمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ينتظر أن تجري معه محادثات قبل ظهر الخميس، وعقب الاستقبال أجرت ميركل محادثات مع رئيس الحكومة أحمد أويحيى، وقد اجتمعت بعد ذلك بوزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، وينتظر أن تقوم في وقت لاحق بالمشاركة في منتدى رجال أعمال جزائريين وألمان في فندق الساحل الغربي. زيارة ميركل إلى الجزائر التي جاءت تلبية لدعوة رسمية من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وإن كانت الأولى من نوعها بالنسبة لميركل، فقد سبقتها عدة زيارت لمسؤولين ألمان من بينها زيارة الرئيس هورست كوهلر وقائد أركان الجيش الجنرال فولفغانغ شنايدرهن نهاية 2007، وكذا زيارة غيرهارد شرودر في أكتوبر من عام 2004 . وفي نفس السياق أفادت مصادر مطلعة أن ألمانيا ترغب في التوجه إلى الجزائر بهدف تنويع مصادر تزويدها بالغاز، وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن حصة الجزائر في تزويد ألمانيا بالغاز تصل إلى 1 بالمائة مقابل 12% للاتحاد الأوروبي و40 بالمائة لروسيا. كما تسعى كل من الجزائروألمانيا إلى استغلال فرصة هذه الزيارة لإعطاء دفع للتعاون بينهما في مجالات الطاقة المتجددة خاصة وأن الوكالة الفضائية الألمانية قد وقعت بداية السنة اتفاقية تعاون في مجال الطاقة المتجددة مع نيو انرجي الجيريا (نيل) الفرع المتخصص في شركة المحروقات الوطنية الجزائرية سوناطراك وشركة الكهرباء سونلغاز. ومن جهتها ترغب الجزائر في بناء أربع محطات طاقة مشتركة غاز وشمس بحلول 2012. ويجري بناء الأولى التي تبلغ قدراتها 150 ميغاوات في حاسي الرمل (جنوب) في حين ستشيد الثلاث الاخرى وتبلغ قدرة كل منها 400 ميغاوات بين 2010 و2012. وفيما يخص الاستثمارات الألمانية في الجزائر فقد أفادت وزارة الخارجية الألمانية أن "أكثر من 140 شركة ألمانية لها فروع في الجزائر، حيث اقتحم أول مصرف ألماني، دويتشي بنك في جوان الماضي السوق الجزائرية، كما فاز مكتب الهندسة الألماني "كاي.أس.بي-أنغل اند زيمرمان" ومهندسو "كربس أند كيفر" بصفقة بناء مسجد الجزائر الكبير . وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر من وزارة الخارجية أن ألمانيا تعتزم تقديم مساعدات هامة للجزائر في مجالي الصناعات الغذائية والزراعة، ويتوقع مراقبون أن تتمحور المناقشات بين المسؤولين الجزائريين والألمان حول التعاون العسكري حيث أن برلين ترغب في بيع تجهيزات عسكرية للجزائر والمشاركة في تدريب ضباطها. ويرافق ميركل في زيارتها التي تدوم يومين عدد من المسؤولين في الحكومة الألمانية إلى جانب وفد اقتصادي رفيع المستوى يضم رجال أعمال.