لنقل أهم عائق لتنمية الجنوب وإدراج الحبوب وتربية الأبقار ضمن الأولويات حاليا أقر محمد سلس، مستشار وإطار سابق بوزارة الفلاحة، بصعوبة تنمية منطقة الجنوب، على ضوء إمكانات النقل الضعيفة، ورغم أن 90 بالمائة من غذائنا يأتينا من الصحراء، حسب تقدير المستشار، إلا أن البيروقراطية أفشلت مخططات الزراعة الصحراوية ومنطقة السهوب. على هامش ندوة صحفية نظمتها مؤسسة ”كريزاليد” للاتصال، أمس، بمنتدى جرسدة "المجاهد"، بمناسبة تنظيم الطبعة ال6 لصالون الفلاحة الصحراوية والسهوب، من 19 إلى 22 من الشهر الجاري بمدينة بسكرة، أكد سلس، أن الصحراء منبع غذائنا حاليا ومستقبلا، وهي ضمان أمننا الغذائي على أمد بعيد، ودعا الجهات المعنية والفلاحين إلى تعزيز الإمكانات وتوفير ظروف الاستثمار، لاسيما وأن الزراعة الصحراوية سنوية، عكس الشمال الذي يمتاز بالزراعة الموسمية، لاختلاف الظروف المناخية، وتوفر المياه الجوفية والطاقة الشمسية. وعلى حد قول سلس، فإن مستقبل الجزائر الفلاحي، يكمن في خدمة الصحراء، واستحداث مشاريع، حيث يشرع حاليا بعض الصناعيين في الإنتاج بالجنوب، ولا يمكن للفلاح البسيط الاستثمار، بالنظر إلى نقص الموارد المالية، وعدم استفادتهم من قروض البنوك، لاشتراطها عقد الملكية، بالرغم من أن الحكومة تنازلت عن ذلك مؤخرا، بإعلانها قبول شهادة الحيازة فقط، ويضيف سلس، بخصوص صالون الفلاحة الصحراوية هذه الأيام، أنه سيركز على تربية الأبقار، الحبوب، النخيل والزيتون، تماشيا مع التجارب في مناطق الجنوب والمناطق السهبية الرعوية، بالموازاة مع تنفيذ مخططات الدولة ضمن برامج الهضاب العليا وتنمية الصحراء، وأكد سلس أن الصحراء كلها لا تضم إلا 3 بيوت بلاستيكية ضخمة، اثنان منها ببسكرة، والباقي خنادق بلاستيكية لا تلبي الطلب الوطني. فيما أشار إلى إشكالية النقل من وإلى الجنوب، وذكر حادثة جرت في 2007، حين حاول مستثمر من بسكرة تصدير الخرشوف وبعض الخضر إلى ليون الفرنسية عبر الطائرة، إلا أن بيروقراطية التعامل أخرت تصديره وذبلت الخضر في المطار، ولم يكرر أحد هذه التجربة، ونفس الشيء طرحه متعامل من المنيعة بحصره الاستثمار في البيروقراطية، ولم يتقبل هذا المتعامل ظروف العمل في الصحراء، وقال إنها وراء فشل الزراعة بالجنوب. من جهته تحدث رئيس مؤسسة ”كريزاليد”، مصطفى شاوش، عن فعاليات الصالون، الذي يشارك فيه 55 عارضا من مستثمرين ومكاتب خدمات، وبنك الفلاحة وصندوق التعاضدية الفلاحية، وشركة إسبانية، إلى جانب 13 منتجا من بسكرة، ويأمل شاوش، أن يجمع تجارب دول الساحل في صالون 2011، وأكد أن كوت ديفوار، وافقت على القدوم، لكن أحداثها الداخلية حالت دون حضورها، كما أبدت بوركينافاسو، النيجر، مالي ودول أخرى، موافقتها المبدئية عبر سفاراتها لحضور فعاليات الطبعة ال7، ويركز شاوش خلال صالون هذه السنة على الخبراء وعرض تجارب المنتجين خصوصا في مادة العسل، الخضر، تربية الأبقار، والحبوب، وهي الشعب التي تعد من أولويات الدولة حاليا.