عرفت أسواق ومحلات ولاية البليدة منذ قرابة العشرين يوما ارتفاعا محسوسا في أسعار الدقيق والفرينة، وهو ما أثار حفيظة المواطنين الذين تفاجأوا مؤخرا بزيادة أخرى مست هذه المرة أسعار الخبز، حيث صار سعر الخبزة الواحدة يتراوح مابين تسعة وعشرة دنانير، في الوقت الذي يؤكد فيه الخبازون أنهم غير مسؤولين عن هذه الزيادة المفاجئة التي أرجعوها إلى طرف آخر، وهم فئة البائعين الذين يقتنون من عندهم الخبز لإعادة بيعه في محلاتهم والذين يبقون حسب أصحاب المخابز المستفيدين الوحيدين من تلك الزيادة، التي وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من 10 دنانير للخبزة الواحدة. من جهة أخرى، لم يعد المواطن البليدي يتحمل هاته الممارسات التي كانت إلى وقت ما تمر مرور الكرام، بعد أن أثقلت تلك الزيادات المبالغ فيها كاهله، خاصة وأنها مست حتى الخبز التقليدي أو المعروف بالمطلوع، الذي دأبت العديد من ربات البيوت على بيعه والاعتماد عليه كمصدر رزق تعين به عائلاتها، حيث وصل سعر الخبز التقليدي إلى 30 دينارا خلال الأيام القليلة الماضية، بدلا من 25 دينارا، وهو ما لمسناه في العديد من النقاط التي تعود العديد من الأطفال على اتخاذها موقعا لهم لبيع خبزهم التقليدي، والذين ردوا علينا بالقول أن ارتفاع سعري الدقيق والفرينة هو السبب الرئيس لهذه الزيادة. وحسب ما أفادنا به بعض الباعة فقد ارتفع سعر الفرينة من 1050 و 1080 دينار لأكياس الفرينة التي تحوي من 25 كلغ، إلى حدود 1200 و1250 دينار، في الوقت الذي تجاوز فيه ثمن كيس دقيق من 25 كلغ سعر 950 دينار. من جهة أخرى، أكد عدد كبير من الخبازين أنهم يضطرون إلى شراء القنطار الواحد من الفرينة بسعر يفوق أحيانا مبلغ 2200 دينار بدلا من سعرها المحدد ب 2000 دينار، ناهيك عن ارتفاع أسعار باقي مكونات العجين الأخرى، وهو ما لم يعد يغطي تكاليفهم مقابل الأسعار التي يعرضونها، دون الحديث عن هامش ربحهم الذي مازال يعرف – حسبهم - منحنى تنازليا غير مسبوق، الأمر الذي اضطر العديد منهم إلى اللعب على وتر الميزان المتفق عليه في كل خبزة، عن طريق التخفيض منه لربح غرامات إضافية، والى رفع الأسعار وتحميل المسؤولية بعد ذلك إلى باقي حلقة بائعي هاته المادة الأساسية.