كشفت مصادر طبية محلية ل”الفجر” أن حوالي 350 ألف جزائري مصاب بداء التهاب المفاصل، وأن غالبيتهم لا يخضعون إلى أي علاج، مع الإشارة إلى أن هناك عددا كبيرا جدا غير محصى لأسباب مختلفة، وأن ما نسبته 80 بالمائة من المصابين بداء التهاب المفاصل في الجزائر مسنون تفوق أعمارهم ال60 سنة، كما أن أكثرالمصابين به هم النساء اللواتي يمثلن 75 بالمائة الداء يقلص من أعمار المصابين من 5 إلى 10 سنوات تشير الإحصائيات إلى أن أربع نساء معرضات للإصابة بهذا الداء العضال مقابل رجل واحد تتراوح أعمارهم بين 35 و 40 سنة، وهو ما يوضح بجلاء أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة من الرجال في الجزائر بسبب عدة عوامل، منها مشقة الحمل و سن اليأس. وبسبب خطورة هذا الداء، فقد سطر المرصد الجزائري للمرأة، التابع لأكاديمية المجتمع المدني، حملة تحسيسية حول مخاطر داء التهاب المفاصل الروماتزمي عبر مختلف ولايات الوطن، وكانت البداية بوهران ثم الجزائر العاصمة أين احتضن فندق الهيلتون مؤخرًا يومًا تحسيسيًا شاركت فيه كوكبة لامعة من الأطباء والخبراء والمختصين في سبر أغوار هذا الداء الذي لا دواء له حتى الآن. وحسب الدكتور بودية محمد الصالح -أخصائي في جراحة العظام - فإن التهابُ المَفاصِل “مرض من بين أكثر من مائة مرض تصيب المفاصل، يعاني ضحايا التهاب المفاصل الألم والتيبس والإنتفاخ في مفاصلهم، وكثير من الناس يصيبهم مرض التهاب المفاصل بالإعاقة. ويستخدم مصطلحا التهاب المفاصل والروماتيزم الواحد بديلاً عن الآخر. ومهما يكن فإن كلمة “روماتيزم” تشير إلى أنواع عديدة من أمراض المفاصل والعضلات والنسيج الضام. والروماتيزم مصطلح عام يُطلق على حالات التصلُّب وآلام العضلات والمفاصل، ولا يستخدم الأطباء هذا المصطلح بل يستخدمون مصطلحات محدّدة. فالحالات العامة التي غالبًا ما تسمَّى روماتيزم تضم: رَثْية التهاب المفاصل، والتهاب التجويف الجيبي، الالتهاب الكيسي، آلام العضلات، وانتفاخ العضلات. وتشتمل رثية التهاب المفاصل على آلام وتصلب وانتفاخ في المفاصل. وهناك أنواع كثيرة من هذا المرض، أكثرها انتشارًا التهاب المفاصل المزمن والتهاب المفاصل الرَثَوي، وكلاهما قد يؤدي إلى إعاقات حادة. وينتج مرض التجويف الجيبي عن التهاب التجويف، وهو أحد الأكياس الصغيرة المملوءة بالسائل، والتي تعمل على تليين الأسطح الفاصلة بين العظام والعضلات. أما النوع الثالث، أي مرض العضلات، فهي آلام في عضلات الشخص المصاب ويسميه الناس روماتيزم العضلات، وقد ينتج هذا المرض عن الإجهاد، أوأثناء الإصابة بالبرد والإنفلوانزا أو أي أمراض رشحية أخرى. أما مرض انتفاخ العضلات، فإنه يؤدي إلى تَورُّم في عضلات المريض، وهي الأوتار القوية التي تربط العضلات بالعظام. والشكلان الرئيسيان لالتهاب المفاصل هما، التهاب المفاصل العظمي (الفصال العظمي)، وهو الأكثر شيوعًا، والتهاب المفاصل الروماتيزمي، وهو ثاني الأنواع شيوعًا.