يعاني أكثر من 350 ألف جزائري من داء التهاب المفاصل الرثوي الذي يصيب النساء أكثر من الرجال، حيث أكدت آخر الإحصائيات أن 80 بالمائة من الحالات تعني النساء مقابل 10 إلى 20 بالمائة عند الرجال، وتؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة تصل حد توقفهن عن الحركة، ليبقى التشخيص المبكر له واعتماد أدوية العلاج الجديدة أحسن سبيل لاتقاء تأثيراته الصحية. ناقش المشاركون ضمن فعاليات الملتقى 74 للكلية الأمريكية لطب ومعالجة أمراض المفاصل والأمراض الروماتيزمية، إشكالية التكفل بداء التهاب المفاصل الرثوي باستعمال العلاجات الجديدة، والتي أكد لنا مختصون في الداء أنها باتت معتمدة في علاج حالات التهاب المفاصل الرثوي بالجزائر منذ حوالي سنة ونصف، حيث تكمن فعاليتها في استهدافها لمنطقة العلاج دون غيرها من مناطق الجسم، لتتراوح فترة العلاج بين 03 و06 أشهر، وتظهر أولى نتائجها الإيجابية خلال الأسابيع الأولى من العلاج، شريطة أن يتم اعتمادها عقب تشخيص مبكر للداء، حيث أكد البروفيسور جواد العلي، من الكلية الملكية للأطباء البريطانيين لأمراض المفاصل، أن تلك العلاجات تحتوي على خلايا حية، مما يرجح فعاليتها على حساب الأدوية المصنّعة انطلاقا من مواد كيميائية، مستدلا بدواء ''أكتيمرا'' الذي أثبتت التجارب السريرية فعاليته في علاج التهاب المفاصل، حيث يعالج موقع الداء دون تعرض جسم المصاب للتأثيرات الجانبية. وعن اعتماد أدوية العلاج المستهدف في علاج التهاب المفاصل الرثوي بالجزائر، أكد اختصاصيو الداء أن تعميمها على أكبر عدد من المصابين ينقذهم من مضاعفاته الخطيرة التي تصل حد الإعاقة، خاصة وأن آخر الإحصائيات تشير إلى إصابة حوالي 350 ألف جزائري بالداء، 80 بالمائة منهن نساء تتراوح أعمارهن بين 30 و50 سنة، ما يمثل أوج عطائهن الأسري وكذا في الحياة العملية، لتكون النتيجة توقفهن عن الحركة والنشاط، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن 60 بالمائة من مرضى الداء لا يستطيعون العمل بعد 10 سنوات من الإصابة، علما أن تشخيص هذا الداء عادة ما يتم في أوقات متأخرة، أي بعد مرور سنوات على الإصابة.