مشتقات النفط والمعادن أهم الصادرات، والعجائن لا تساهم بقوة أكد رئيس الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية “ألجاكس”، محمد بنيني، أن التجارة الخارجية تعرف مرحلة ركود وفشل على سلّم تطوير الصادرات خارج المحروقات. وأوضح أن الصادرات تعتمد أكثر على مشتقات النفط والمعادن منها الفوسفات والحديد، ولا غير هذه المنتجات حققت أرقاما مريحة من حيث التصدير خارج المحروقات، مبرزا الضعف الذي تعانيه الشعب الأخرى في مجال التنافسية. واستبعد بنيني أن تحقق الجزائر قفزة نوعية إن استمرت الأحوال على حالها، وأكد أن المعاناة في مجال التجارة الخارجية تكمن في تغليب كفة الواردات على حساب الصادرات المحلية، موضحا أن السياسة الحالية تشجع الإستيراد أكثر، بالنظر إلى تعامل القوانين والإجراءات الجمركية بليونة مع المواد المصنعة نهائيا، عكس إمداد المواد الأولية بتحفيزات مثمرة، تنمي قدرات المنتج المحلي، وتؤكد سياسة توطين الإنتاج. وقال بنيني، في لقاء جمعنا به على هامش احتفالية جمعية منتجي المشروبات، عشية أول أمس، بفندق الهيلتون: “إننا نقر بفشل مساعي وجهود تصدير منتجات محلية إلى دول العالم، منها إفريقيا والعرب أيضا، وذلك لنقص التعامل وتشجيع المبادلات، لاسيما على صعيد التعاملات والزيارات للإطلاع على مناخ الاستثمار في بلدان إفريقيا، بعيدا عن أوروبا ودول العالم الأخرى”. مبررا قوله هذا أن الحركة التجارية بين الجزائر وإفريقيا “ضعيفة جدا”، وأن محاولة بناء منطقة تبادل حر مع 8 دول من غرب إفريقيا، لا جدوى منها، كون خط تبادل الزيارات والإستشارات والإطلاع على أسواق هذه الدول لا يعمل. لذلك يضيف بنيني أن الأحوال تسوء باعتراف الجهات الرسمية في ذلك - حسبه - ولا يمكن تطوير التجارة الخارجية، إلا باعتماد مخططات شفافة لا مغالطات فيها، وأرقام خاطئة، يقدمها المتعاملون لجهات الدولة، مشيرا إلى نقص التعريف بالمنتوج الوطني، وإبقاء الدولة على رفاهية البترول، رغم ضخ مئات الملايير في مشاريع تنموية أخرى، إلا أن النتائج باءت بالفشل، وذلك لغياب شفافية التعامل، وعدم ارتقاء النشاط المهني إلى احتراف في مجال التخطيط والتسويق، بدليل استمرار نمط سوق وتجارة “البازار”، التي أكدها سابقا الوزير الأول، أحمد أويحي، مشددا اللهجة على المستثمرين الأجانب الذين يتلاعبون بمصير الجزائر في مختلف القطاعات، بالرغم من أن التلاعب انطلق من الداخل - حسب بنيني - لوجود المغالطات في الحسابات وتقديم مؤشرات النمو، والإصلاح الداخلي أولى منه أن يكون مع الأجانب. من جهة أخرى، أشار بنيني إلى أن منع تصدير النفايات الحديدية وغير الحديدية، أثّر كثيرا على التجارة الخارجية، مؤكدا أنها تراجعت بنسبة 50 بالمائة خارج المحروقات لهذا السبب، فيما قال إن العجائن لا تساهم بقوة في عمليات التصدير رغم منحها الضوء الخضر مجددا.