كشفت برقيات دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن هناك اتفاقا سريا بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشأن استمرار توسيع المستوطنات، وأن السلطة الوطنية الفلسطينية تعاونت مع الاحتلال ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس). فقد جاء في برقية دبلوماسية سرية نشرها الموقع المذكور أنه يوجد اتفاق سري بين تل أبيب وواشنطن حول استمرار ما يسمى ”النمو الطبيعي” في المستوطنات.وتضيف البرقية الصادرة من السفارة الأمريكية في باريس أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أبلغ مسؤولا فرنسيا بأنه يوجد اتفاق بين الولاياتالمتحدة والإسرائيليين حول استمرار ”النمو الطبيعي” في المستوطنات، وهو ما يتعارض مع مطالب معلنة من جانب الإدارة الأمريكية لإسرائيل بتجميد الاستيطان. وأظهرت برقية أخرى مرسلة من السفارة الأمريكية في تل أبيب قبل عام أن الولاياتالمتحدة شككت في التزام إسرائيل بعملية سلام الشرق الأوسط بسبب خلافات حول المستوطنات. وجاء فيها أيضا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إجراء مفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكنه لن يوافق على تجميد كامل لأعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية والقدس الشرقية. وكشف الموقع ذاته أن رئيس الأمن الداخلي الإسرائيلي يوفال ديسكن اعترف بأن جهازه تعاون بشكل وثيق مع الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، في محاولة للقضاء على كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- خلال معارك 2007 بين الأخيرة وحركة التحرير الوطني (فتح) بقطاع غزة. وأضاف ديسكن وفقا لوثيقة أخرى أرسلت بتاريخ 13 جوان 2007 أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تطلع إسرائيل تقريبا على ”كل المعلومات الاستخبارية التي يتم جمعها”. ونسبت الوثيقة إلى المسؤول الإسرائيلي وصفه مسؤولي السلطة الفلسطينية بأنهم ”يدركون أن أمن إسرائيل أمر محوري لبقائهم في الصراع مع حماس في الضفة الغربية”. وقد صدرت هذه البرقية في أوج الصراع المسلح بين فتح وحماس بقطاع غزة، قبل أن تسيطر عليه الأخيرة يوم 15 جوان 2007، ونقلت عن ديسكن وصفه القوات التابعة لعباس بغزة بأنها ”يائسة وغير منظمة وتعاني من تدني الروح المعنوية”. وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي ”إنهم يقتربون من وضع لا يمكن الفوز فيه، ومع ذلك يطلبون منا مهاجمة حماس.. هذا تطور جديد لم نر هذا من قبل.. إنهم يائسون”.