كشفت برقيات دبلوماسية أميركية نشرها موقع وكيليكس أن هناك اتفاقا سريا أبرم بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشأن استمرار توسيع المستوطنات، وأن إيهود باراك أبلغ مسؤولا فرنسيا و أن أمريكا شككت في نوايا إسرائيل في عملية السلام و أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية و الفلسطينية تتعاونان للقضاء على حماس و جناحه و غيرها من الأشياء التي يعرفها العام و الخاص. جاءت هذه "التسريبات" بعدما فُضح الاتفاق المبرم بين الموساد و صاحب وكيليكس، حيث مسحت الحلقات المتعلقة بتوريط الاستخبارات الإسرائيلية في حربي غزة و جنوب لبنان، استعملت فيهما إسرائيل الأسلحة المحظورة بمباركة أمريكية. أما القول بأن أمريكا كانت موافقة على مواصلة الاستيطان، فمتى كانت الولاياتالمتحدة تعارض إسرائيل في شيء؟ و من المعروف أن برقيات تبادل المعلومات بين إسرائيل الحليفة و سفارة الولاياتالمتحدة بتل أبيب كثيفة و تكون تناولت ملف المبحوح و البحث في كيفية التصدي للتصريحات الإماراتية. و كيف تم التصدي لتقرير غولستون و من طلب من رئيس السلطة الفلسطينية تعطيل عرضه على مجلس حقوق الإنسان ثم إقباره. و لم تتطرق البرقيات الأمريكية للنووي الإسرائيلي على ضوء الضغط المفروض على إيران و محاولات جر إسرائيل أمام وكالة الطاقة الذرية. و لم تتحدث عن الفوسفور و القنابل العنقودية التي استعملت في غزة. و لم تصدر كلمة واحدة عن التجارة بالأعضاء البشرية و قد كونت إسرائيل شبكة دولية واسعة في المتاجرة بها. و لم تتحدث عن الحاخامات الذين اعتقلوا في أمريكا في عملية تبييض أموال واسعة. و لم نقرأ شيئا عن تورط دولة إسرائيل في الإجرام الدولي. و لم تقل البرقيات شيئا عن وجهة نظر إسرائيلية من الرئيس الأمريكي الجديدة الذي جاء متحمسا، في البداية، لإقرار السلم في الشرق الأوسط ثم تلاشي حماسه بعد اصطدامه بالواقع. و لا نجد شيئا عن الفيروس الالكتروني الفتاك الذي أدخل أمريكيا – في الدرجة الأولي- في حرب من نوع جديد و قد اكتشف الخبراء أن "سكستون" أنشئ في مخبر قرب تل أ أبيب. و لم يكتب السفير الأمريكي شيئا عن تصفيات علماء إيران و لا عن موقفهم من الحرب المفترضة على إيران و على حزب الله... و غيرها من الفضائح التي أضحت أسلوب سياسة الدولة المارقة. و في الأخير ما هو حجم تورط اللأطراف الأمركية في تغطية فضائح تسببت في مشاكل جمة للولايات المتحدة.