أكد خبراء إسرائيليون أن عدم ظهور الكثير من المعلومات عن إسرائيل، في البرقيات التي نشرها موقع ويكيليكس، يعتبر بمثابة الوقود الذي يؤجج نظريات المؤامرة المعروفة سلفا عن الدولة العبرية. وذكر جوردون دوف المحرر بموقع ''فيترانس توديى'' الإسرائيلي المعادي للحرب، الذي طالما أعلن عما يعتقده بشأن نفوذ إسرائيل السري بجميع أحداث العالم أن الاجابة على السؤال الخاص ما إذا كان هناك بالفعل دور اسرائيلي في نشر برقيات ويكليكس ستكشف عنها الأيام.وقال دوف، في تصريحات لصحيفة ''هآرتس'' الإسرائيلية نشرت على موقعها الاليكتروني أن تلك الشكوك ستظل كدليل يتسم بالحساسية بشأن ما إذا كان من الواضح أن هناك ارتباطا بين ويكيليكس وإحدى الوكالات الاستخباراتية الذي يعد أحد الإجراءات التي اعتادت عليها إسرائيل في ما يخص علاقاتها العامة. ويتكهن الموقع المذكور بأن هناك اتفاقا سريا بين أسانج و''موساد'' الإسرائيلي يتردد أنه تم إبرامه في جنيف تضمن وعدا من جانب اسانج بعدم نشر أي وثيقة يمكن أن تضر بالأمن الإسرائيلي أو مصالحها الدبلوماسية. من جهة أخرى، اكد الجيش الأميركي ان برادلي مانينغ الجندي الشاب الذي يشتبه في انه سرب ل''ويكيليكس'' الوثائق الدبلوماسية السرية الأميركية التي باشر الموقع بنشرها، محتجز في ظل اجراءات أمنية قصوى لكنه يلقى معاملة جيدة منددا بالاتهامات الواردة بشان ظروف اعتقاله.وقال الناطق باسم السجن العسكري في قاعدة ''كوانتيكو'' بولاية فرجينيا براين فيليارد ان الجندي البالغ من العمر 23 عاما محتجز في هذا السجن في ظل اجراءات أمنية قصوى لان السلطات تعتقد انه يشكل خطرا على الأمن القومي، مضيفا ''انه لا يعامل بشكل مختلف عن اي معتقل تفرض عليه الإجراءات الأمنية القصوى''. وبموجب هذا النظام الأمني المشدد، لا يمكن للمعتقل الخروج من زنزانته سوى ساعة في اليوم للقيام بتمارين رياضية. ويمكنه قراءة الصحف والتحدث إلى المعتقلين الآخرين وتلقي زيارات غير انه يتناول وجباته في زنزانته. وتكون الزنزانة مجهزة بغطاءين وشراشف غير قابلة للتمزيق تجنبا لإقدامه على الانتحار، وهو إجراء ''احترازي'' ولو انه لم تفرض اي مراقبة خاصة على المعتقل بهذا الصدد. وقال الناطق ردا على اتهامات صادرة عن المحامي والكاتب غلين غرينوالد أن المعتقلين ''يعاملون بحزم وإنصاف وكرامة ورحمة''.وكان غرينوالد ان ظروف اعتقال مانينغ ''تشكل معاملة قاسية ولا إنسانية، بل تعذيب بحسب معايير العديد من الدول''. وأضاف ان الجندي ''يخضع لظروف اعتقال يمكن ان تتسبب على المدى البعيد بضرر نفسي''. وفي سياق متصل ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن نشر موقع ويكيليكس الإليكتروني للبرقيات الديبلوماسية الأميركية المسربة يضر بالدبلوماسية. وقال بان كي مون خلال مؤتمر صحافي في نيويورك: ''من غير المناسب أن يتم تسريب هذه الوثائق السرية'' مضيفا أن ''الاندفاع من جانب المسربين من شأنه أن يزيد من صعوبة القيام بالعمل الدبلوماسي العادي والمعقول''. ودعا الأمين العام إلى تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحق المعرفة مع الاحتفاظ بالسرية في العمل الدبلوماسي، واشار إلى أن القانون في بعض البلاد يقضي بعدم الكشف عن أي وثيقة سرية قبل مرور 30 عاما على إصدارها.