40 هكتارا مساحة الأراضي المخصصة لزراعة الهيرويين والأفيون حجز 47 طنا من القنب الهندي كانت موجهة إلى الشرق الأوسط وأوروبا عبر الساحل الإفريقي كشف عبد المالك السايح، المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات، عن تسجيل ما يقارب 22 ألف شخص يستهلكون القنب الهندي، 85 بالمائة منهم شباب، تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة، مرجعا السبب إلى وجود شبكات متعددة الجنسيات تروج لها في الجزائر. وحذر عبد المالك السايح، أمس، على هامش اليوم الدراسي حول المخدرات في الجزائر وآثارها الجيوستراتيجية المنظم بمجلس الأمة، من ارتفاع عدد المتعاطين من الشباب في ظل وجود نقص فادح في الرقابة، مشيرا إلى الأخطار الصحية المترتبة عن الغش في المخدرات، حيث تخلط الكوكايين بمواد سامة، كالزجاج، ما يجعلها تهاجم خلايا الدماغ مباشرة، وتؤدي إلى الموت السريع، مشيرا إلى وجود شبكات لترويج المخدرات داخل المدارس والجامعات. وأكد السايح أنه يملك أدلة من وثائق وصور في الأفلام تثبت تحول الجامعات والمدارس إلى أماكن لبيع واستهلاك المخدرات بأنواعها، مثل جامعة بوزريعة، حيث هناك أماكن لبيعها، خاصة في الأحياء الجامعية، وفي هذا الشأن أنجزت دراسة في الوسط المدرسي والجامعي لإجراء تحقيق للكشف عن هذه الظاهرة ومعرفة عدد الطلاب المستهلكين. وكشف التحقيق الوطني الوبائي لتقصي انتشار ظاهرة المخدرات عن إحصاء 300 ألف شاب وشابة يستهلكون المخدرات، 5 بالمائة منهم فتيات، وحسب ذات المصدر فإن 32 ألف من المدمنين تم معالجتهم في سنة 2009، هذا وستوضع منظومة دفاعية للوقاية في شكل مخطط استراتيجي توجيهي ثان 2011 - 2015 للحد من مخاطر المخدرات. وفي سياق متصل، أكد عبد المالك الالسايح أنه يوجد بالجزائر 40 هكتارا من الأراضي المخصصة لزراعة الهيرويين والأفيون، وتم القضاء على 77 ألف شجيرة، وقد عثر مؤخرا على 47 طنا من القنب الهندي موجهة إلى الشرق الأوسط والخليج العربي وأوروبا عبر الساحل الإفريقي تم حجزها بالصحراء الجزائرية، وحسب الالسايح، فإن ثمن الكيلوغرام الواحد بلغ ما بين 12 و14 ألف أورو، أي 14 مليون دولار للطن الواحد في الحدود الجزائرية المالية حاليا، حسب قانون العرض والطلب. وأفاد السايح بأن بارونات المخدرات بالمغرب يلجأون شيئا فشيئا إلى الاتجار بالمخدرات وتحويلها من الساحل نحو أوروبا مباشرة عبر التراب الجزائري وتسويق القنب الهندي إلى الجزائر، بعد أن أغلقت أوروبا أبوابها، ما يترتب عنه انخفاض في أسعار الكيف لتكون في متناول كل فئات الشباب الجزائري، بالإضافة إلى وجود شبكات متعددة الجنسيات بإفريقيا من روسيا، إيطاليا وفرنسا تروج المخدرات عبر الجزائر. ونقل عبد المالك السايح تصريح مسؤول مغربي رفيع المستوى مؤخرا، تحدث فيه عن تفكيك خلية مختصة في تهريب الكوكايين من أمريكا الجنوبية نحو أوروبا مرورا بدول إفريقية، من ضمنها الجزائر، حيث تنقل كميات ضخمة من المخدرات بواسطة الطائرات التي تحط في صحراء مالي، وهي خلية لها علاقة بالقاعدة في المغرب الإسلامي التي تضمن الحماية لنقل البضاعة عبر الجزائر وموريتانيا نحو موانئ المغرب. من جهته، كشف الأستاذ شبيرة محي الدين عن أن تجارة المخدرات تحتل المرتبة الثانية بعد الاتجار بالأسلحة، ويوجد بارونات مخدرات لهم صلة وثيقة بمافيا تبييض الأموال والأسلحة، ما ينجر عنه آثار وخيمة تضر باقتصاد البلاد وصحة الإنسان، حيث يتم تبيض الأموال في الجزائر وتحويل غير المشروعة منها من النشاطات الإجرامية إلى أموال مشروعة عن طريق شراء عقارات متمثلة في أراض وشقق، مشيرا إلى وجود 200 ألف فيلا ليست لأصحابها. وللإشارة، فإنه قد تم إصدار قانون جديد 4 / 18 في الشهر الجاري متعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية كتعديل المادة 55 من قانون الصحة العمومية، يتضمن مجموعة من العقوبات والغرامات لكل من له علاقة بترويج واستهلاك المخدرات.