أعلن المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها، عبد المالك سايح عن تراجع نسبة المخدرات المحجوزة في الجزائر خلال سنة 2010 إلى 26.5 ألف طن، مضيفا أن هذه النسبة تؤكد العمل الكبير الذي تقوم به قوات الأمن على الحدود الجزائرية. قال سايح في الندوة البرلمانية التي إحتضنها مجلس الأمة حول المحذرات وأثارها الاقتصادية والاجتماعية بأن الجزائر سجلت تراجعا في نسبة الحجوزات، والتي بلغت 26.5 ألف طن منها 3.5 طن من الهروين و 3 طن من الكوكايين، وفي نفس السياق أفاد المتحدث بأن عدد المحكوم عليهم تراجع هو الآخر إلى 20 ألف من بينهم 16 ألف مستهلك و4 آلاف مروج، وفي المقابل عرفت سنة 2009 حجز ما يزيد عن 74 طنا من القنب الهندي. من جهة أخرى حذر سايح من التحولات التي ستعرفها " سوق " المخدرات في المرحلة القادمة، خاصة مع غلق الدول الأوروبية لحدودها وتضييق الخناق على عصابات الترويج، إضافة إلى أن الدول الأوروبية تحولت منتجة للقنب الهندي وهو ما سيجعل الجزائر سوق كبيرة للقنب المغربي باعتبار أن المغرب ينتج 60 بالمائة من المنتوج العالمي من القنب، و أضاف نفس المتحدث بأن سعر القنب الهندي سيتراجع مستقبلا إلى أقل من سعر السجائر في ظل المعطيات الجديدة التي تعرفها المنطقة. وحسب عبد المالك سايح فإن التطورات الحاصلة في منطقة الساحل الصحراوي تنذر بوجود خطر وشيك بعدما أثبتت كل التقارير الأمنية أن شبكات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تمتهن تجارة المخدرات، كما يوجد لديها تنسيق من أعلى مستوى مع عصابات التهريب، وفي هذا الإطار أشار سايح إلى أن تكاليف العبور عبر الجزائر تعتبر الأقل مقارنة بدول المنطقة، موضحا أن منطقة الغرب الجزائري احتلت المرتبة الأولى في مجال تهريب المخدرات بنسبة 48 في المائة. ومن الأخطار التي باتت تهدد الجزائر بحسب مدير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات هو أن النسبة المحجوزة لا تشكل سوى 10 في المائة من النسبة المهربة وهي نفس النسبة التي سجلتها الأممالمتحدة في كل مناطق العالم، وفي عرضه لنتائج التحقيق الوبائي الذي أجري في الجزائر أكد سايح أن إستهلاك المخدرات يمس بصفة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 13 سنة كما ترتفع نسبة الاستهلاك إلى 95 بالمائة عند الذكور و 5 بالمائة عند الإناث، زيادة على إنتشار المخدرات في المدن والأرياف فضلا عن تسجيل ما يقرب عن 300 ألف شاب يتعاطى المحذرات. وفيما يتعلق بتأثير إستهلاك المخدرات على الاقتصاد كشف الباحث شبيرة محي الدين عن وجود 200 ألف فيلا مستعملة ومستغلة من طرف عصابات المخدرات في الجزائر وذلك إستنادا إلى خلية معالجة المعلومة المالية ، إضافة إلى العديد من الأملاك المتنوعة التي تهدد الاقتصاد الوطني، وحذر المتدخل من الخطر الذي بات يشكله إنتاج السموم في المغرب بحيث تم تسجيل 150 ألف هكتار مخصصة لزراعة القنب الذي تقتات منه 200 ألف عائلة مغربية.