كان لفرقة الرقص المعاصر “القصبة”، المكونة من 8 أعضاء، فرصة إبراز إمكاناتهم الفنية العالية، خلال مشاركتهم القيمة في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر الذي احتضنته الجزائر مؤخراً، وعرف مشاركة العديد من الراقصين وفرق رقص عالمية، مكنتهم من اكتساب خبرة في هذا المجال، وفتحت لهم أفق التميز والنجاح في المستقبل القريب. مشاركة هذه الفرقة الجزائرية الفتية في هذا المهرجان، كان فرصة لهؤلاء الشبان للتعرف عن قرب عن عوالم الرقص بمنظور عالمي، حيث كانوا على مدار أسبوع من الزمن أوأكثر، على تواصل دائم مع راقصين محترفين وآخرين هواة، منحوهم فرصة محاكاة مختلف أنواع وفنون الرقص المعاصر. وقد وصفت رئيسة الفرقة، فائزة ومان، هذه المشاركة بالجيدة، خاصة إذا نظرنا إلى تاريخ تكوين وإنشاء هذه الفرقة، الذي لم يتعد السنتين بعد، كما تعتبر المتحدثة في لقاء جمعنا بها، أن الفرصة التي أتاحت لهم المشاركة في هذا المهرجان في العروض التي كانت خارج المنافسة، هي بمثابة دفعة قوية لهم ولهذا النوع من الفنون الأدائية في الجزائر التي لازالت لم تسمح بعد لهذا النوع من الفنون من أن يكون في أجندات الثقافية والفنية بشكل موسع بعد. وأضافت المتحدثة أن فرقة “القصبة”، للرقص المعاصر بالجزائر، سبق لها أن نشطت في مجال الرقص الفلكلوري، حيث شاركت الفرقة في هذا النوع من الفنون الشعبية في العديد من المنافسات والمهرجانات المحلية والوطنية، ولكن رغبة أعضاء الفرقة من الراقصين كانت أكبر من تقديم نوع واحد من الفنون الإستعراضية، لذلك فقد ارتأى فتيان وفتيات الفرقة الذين لم يتجاوزوا بعد سن 24 سنة، من دخول فن الرقص المعاصر الذي يعد جديد على الساحة الجزائرية. كما أن الناشطين فيه هم فئة قليلة جداً مقارنة بباقي الفنون، لكنهم -تضيف ومان - أرادوا أن يسيروا بخطى ثابتة نحو هذا الفن ولما لا توسيع دائرة أعضاء هذه الفرقة وتوسيع خبرتهم في هذا المجال، من خلال المشاركة في مختلف التظاهرات التي تقام هنا وهناك وتعنى بالرقص المعاصر. على صعيد آخر، تحدثت فائزة ومان عن العراقيل التي تحول دون تقدمهم، حيث قالت في هذا الصدد إنه لولا المساعدات التي تلقتها الفرقة من دار الشباب التابعة لبلدية القصبة التي ينحدرون منها لما وجد هؤلاء الشباب فضاءً للتكوين والإستعداد لمختلف المنافسات والتظاهرات الفنية التي تسمح لهم بالبروز في المشهد الفني الجزائري والعالمي لما لا، مؤكدة في ذات الوقت أن أعضاء فرقة القصبة للرقص المعاصر، لا يطمحون للدخل المادي من خلال عروضهم الفنية التي تقام بين الفترة والأخرى بقدم ما يهمهم أن يتذوقوا لذّة ومتعة التواجد على خشبة المسرح وتقديم عروض فنية ترقى لمستوى تطلعات الجمهور الشغوف بهذا النوع من الفنون الأدائية. يذكر أن مشاركة فرقة “القصبة”، للرقص المعاصر في فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر كان بعرض فني موسوم ب”رقصة قوس قزح”، ولقيّ هذا العرض استحسان الجمهور والمختصين في مجال الرقص المعاصر، حيث ركزّ عرضهم هذا على وعبر نصف ساعة من الزمن، على التطرق لمختلف الظواهر الإجتماعية المستنبطة من الحياة اليومية للفرد الجزائري، كالعلاقات الزوجية والأخوية وتناقضاتها بين التقليد والمعاصرة والجدال القائم بين الجيل القديم والجيل الحديث.