وقعت الفرقة الجزائرية ''القصبة''، أول أمس، أول مشاركة لها ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر بعرض ''رقصة قوس قزح'''، المندرج ضمن العروض خارج المنافسة، والذي قدمت من خلاله خمس لوحات فنية راقصة ترجمت خلال نصف ساعة من الزمن الركحي الرمزي المتناغم الرؤيا الفنية لعشرة شباب هاوٍ في عدد من القضايا ذات الأبعاد الإنسانية. معالجة فنية راقية استطاعت من خلالها رئيسة الفرقة الفنانة الراقصة ''ومان فائزة''، أن تضع عين جمهور فضاء قصر الثقافة على ألوان عرضها الموسوم ''رقصة قوس قزح''، وأن تشد انتباهه بكثير من الرمزية وقليل من الأدوات الخبرية إلى ما قد تغفل عنه العين في غمرة بريق الألوان وتشتت الأذهان. عن العلاقة الزوجية ومطباتها والعلاقة الأخوية وتناقضاتها وبين المعاصرة والتقليد وجدالها، وعن المرأة الجزائرية ومنغصاتها وصراعها الأزلي مع الجنس الآخر في مسألة إثبات الذات ككيان مستقل، تتحدث ''فائزة ومان'' المصممة الكوليغرافية لعرض''قوس قزح'' الذي تنفس على الركح بقلوب وأجساد عشرة شباب اختلفت ألوانهم وأشكالهم وإيماءتهم الجسدية اختلافا اقترب كثير إلى اختلاف ألوان الطيف التي تشكل روعة ''قوس قزح'' وجماله، وهو ما أرادته بالضبط مصممة العرض التي استطاعت باحترافية كبيرة أن تستلهم فكرة عرض إنساني بحت من مبادئ معادلة طبيعية بحتة. نجحت الفنانة في فك شفراتها وترجمتها إلى عمل فني راقص لم يظهر اقل جمالا من ألوان قوس قزح، على الرغم من بساطة العرض على مستوى التصميم والموسيقى وحتى أداء الراقصين الذين اظهروا الكثير من الانسجام والتناغم رغم حداثة عهدهم بهذا النوع من الرقص حسب ما كشفته رئس الفرقة ل''الحوار''، التي أكدت بأن عرضها لا يمثل سوى مشاركة بسيطة ضمن المهرجان على اعتبار أن تحضير فرقتها للمشاركة جاء متأخرا جدا، قبل شهرين من موعد التظاهرة، إضافة إلى نقص خبرة أعضاء فرقتها الذين تتراوح أعمارهم ما بين ال16 وال 24 عاما والذين ستكون لمشاركتهم ضمن المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر فرصة الانفتاح على تجارب الفرق الأكثر خبرة واحترافية في مجال الرقص المعاصر. كما اعتبر عدد من عناصر الفرقة بأن مشاركتهم في هذه التظاهرة إلى جانب اكبر الفرق العالمية، كان بمثابة الدفعة القوية والدعم الكبير الذي سيساعدهم على اتباع خطوات مهمة وأكثر ثباتا في المستقبل. وللإشارة، فقد تم إلغاء العرض اللبناني ''لمجموعة الكهربا'' والذي كان مبرمجا ضمن العروض خارج المنافسة بسبب تخلف الفرقة عن الحضور، فيما شهد برنامج العروض داخل المنافسة على ركح المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي تقديم العرض العراقي لفرقة الرقص الحديث، إلى جانب عرض مجموعة ''ارفي كوبي'' الفرنسية ومجموعة ريح الرمال من عنابة.