كشفت مديرة البالي الوطني الجزائري ورئيسة دائرة الكوريغرافيا والرقص باللجنة التنظيمية للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني السيدة مباركة قدوري أنّ قوائم الفرق الفنية ل48 دولة افريقية المشاركة في التظاهرة قد تمّ ضبطها، مضيفة في حوار نشر على موقع المهرجان الإفريقي أنّ حجم المشاركة سيصل إلى ألف مشارك. رئيسة دائرة الكوريغرافيا والرقص بالمهرجان أكّدت أيضا أنّ البرنامج العام للموعد الإفريقي الذي يجمع كلّ ثقافات وفنون القارة السمراء يعد بالكثير من الثراء والتنوّع ويسعى إلى عكس تطلّعات الدولة الجزائرية لمنح ضيوفها الأفارقة بانوراما فنية وثقافية تجسّد البعد الإفريقي للجزائر، وكشفت المتحدّثة أنّ دفتر شروط المشاركة قد حدّد عدد أعضاء الفرقة المشاركة ب25 شخصا للفرقة الواحدة وذلك حتى يتسنى لكلّ الدول الإفريقية الراغبة، المشاركة في المهرجان، ومن ثم سيصل عدد المشاركين الأفارقة إلى ألف مشارك. أمّا عن أهم مواعيد دائرة الكوريغرافيا والرقص خلال التظاهرة، فأشارت المتحدّثة إلى أنّ أهم موعد هو الطبعة الأولى ل "المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر" الذي سينظم في الفترة الممتدة بين 10 إلى 16 جويلية المقبل، وسيشهد مشاركة 16 دولة إفريقية فضلا عن 140 فرقة جزائرية، إلى جانب فرق من خارج القارة الإفريقية، وتخصّص حصة الأسد -حسب المسؤولة - لفرق الجنوب بهدف إبراز الموروث الفني للجنوب الجزائري الذي يعدّ امتدادا لانتمائنا في العمق الإفريقي ويعكس الروح الإفريقية للجزائر. كما ستشهد الطبعة الأولى هذه تنظيم ورشات مفتوحة للكوريغرافيا بفضاء المعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري لبرج الكيفان، يشرف على تأطيرها نخبة من المختصين والأكاديميين في مجال الرقص الحديث والكوريغرافيا من الجزائر وإفريقيا، وستتوّج الإقامات الكوريغرافية في ختامها بعرض كوريغرافي إفريقي- جزائري مشترك يعرض في حفل ختام المهرجان الدولي الأوّل للرقص المعاصر، بالإضافة إلى تنظيم محاضرتين، تتناول الأولى موضوع "الرقص والطابوهات"، أمّا الثانية فستخوض في "تأثير التقنيات المستعملة في الرقص على فن الكوريغرافيا". ثاني موعد، تقول قدوري، هو الطبعة الرابعة ل"المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفولكلوري" بتيزي وزو من 7 إلى 17 جويلية، وكذا المهرجان الدولي للرقص الفولكلوري بسيدي بلعباس من 12 إلى 18 جويلية، مضيفة أنّه وبمجرد اختتام المهرجان العربي الإفريقي للرقص الفولكلوري بتيزي وزو ستقوم الفرق المشاركة في الطبعة بجولات وقوافل فنية استعراضية في الولايات المجاورة على غرار بجاية والبويرة، كما ستستفيد ولايات الغرب الجزائري كوهران، تلمسان، مستغانم بجولات للفرق الفنية المشاركة في المهرجان الدولي للرقص الفولكلوري بسيدي بلعباس بعد اختتامه. وعن مشاركة تلك الفرق في الافتتاح الشعبي للتظاهرة المزمع تنظيمه في 4 جويلية المقبل، أشارت قدوري إلى أنّ كلّ الفرق الإفريقية وكذا 104 فرقة فنية جزائرية ستشارك في هذا الافتتاح وذلك عبر استعراض ضخم ينطلق من "تافورة" إلى "باب الواد"، موضحة أنّه مباشرة بعد الانطلاق الرسمي للمهرجان الذي سيكون بالقاعة البيضاوية في 5 جويلية المقبل سيشرع في تنفيذ البرنامج الميداني للمهرجان في الجانب الكوريغرافي والرقص من خلال سلسلة من السهرات الفنية للفرق التقليدية، في مواقع عديدة من العاصمة، وأضافت أنّه تّم إعداد 24 منصة فنية إلى جانب الساحات العمومية لاحتضان مختلف تلك الاستعراضات، هذا بالإضافة إلى الجولات التي ستقوم بها الفرق المشاركة عبر أكثر من 12 ولاية ممن تتوفّر فيها ظروف راحة ضيوف الجزائر والفرق الوطنية من فضاءات العرض والاستقبال. وفي عودتها للفرق الجزائرية المشاركة في التظاهرة، أوضحت قدوري أنّ اختيارها جاء بعد عدّة جولات تصفوية، مؤكّدة أنّ لجنة مكوّنة من قدماء الراقصين والكوريغرافيين في الباليه الوطني قامت بجولة عبر 44 ولاية من الوطن، وبعد إحصاء أولي أفرزته التصفيات تمّ الكشف عن قائمة معتبرة من الفرق الشابة التي تشتغل على التراث والتقاليد، ومن ثم تمّ اختيار 104 فرق جزائرية تضمّ 1644 راقصا، تتوفر فيها عناصر الأداء المحترف وعناصر اللباس، الآلات...الخ، وأضافت أنّ تلك الفرق تعكس مختلف الطبوع الفنية الموجودة بالجزائر لاسيما الجنوب. وفي سياق حديثها، أشارت قدوري إلى أنّ المهرجان سيكون فرصة للتعارف والاحتكاك مع مختلف التجارب الكوريغرافية الإفريقية مما سيمثّل نهضة حقيقية في فن الرقص المعاصر، مضيفة أنّ الجزائر مرّت بظروف عديدة لم تسمح أن يتموقع فن الرقص ضمن باقي الفنون ولم يأخذ حصة الأسد لكن الأمور تغيّرت -حسبها- حيث بدأ هذا الفن الراقي في فرز مكان له.