أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو، نهاية الأسبوع، المتهمين “م. ايدير” و “ا. اعمر”، بعقوبة 20 و 15 سنة سجنا نافذا على التوالي، في الوقت الذي استفاد المتهم الثالث المدعو “ ل. عبد الرزاق” من البراءة، والمتابعين بجناية تكوين جمعية أشرار والسرقة المقترنة بظروف الليل وحمل سلاح ظاهر والقتل العمدي ووضع أشياء بالطريق العام قصد عرقلة سير المركبات أدت إلى وفاة شخص. وتعود تفاصيل القضية، حسب ما جاء في قرار الإحالة لدى المجلس، إلى تاريخ 16 ديسمبر من عام 2006، عندما تلقت المناوبة المركزية مكالمة هاتفية من طرف المدعو “ب. مجيد”، عون أمن، مفادها تعرضه لحاجز مزيف بالمكان المسمى “تاعوينت اوهارون” بين مشطراس وسوق الاثنين بمعاتقة، حيث كان الضحية رفقة خاله المدعو “م. أرزقي” على متن سيارة هذا الأخير، قبل أن يفاجأوا عند إحدى المنعرجات الضيقة والوعرة، بحاجز مزيف اعتمد فيه الفاعلون على نصب جذوع الأشجار والمتاريس وبرميل كبير الحجم لغلق الطريق في وجه المارة، و ظهور أشخاص ملثمين وبأسلحة نارية. وأمام هذا الوضع، اضطر الشرطي لاستعمال سلاحه الشخصي، حيث قام بإطلاق عيارات نارية أصاب عنصرين من الجماعة المسلحة، قبل أن يهم بالفرار في الأحراش باتجاه مفرزة الحرس البلدي بسوق الاثنين، أين قام بإخطار قاعة العمليات التابعة لمقر أمن الولاية، وعاد إلى مكان الحادث برفقة أعوان الحرس البلدي الذين تمكنوا من توقيف المدعو “ا. عامري”، بعد أن تعذر عليه الهروب بسبب الجروح التي يعاني منها على مستوى الرأس. وبعد عملية تمشيط قامت بها عناصر الضبطية القضائية، تم العثور على سلاح أبيض، يتمثل في سيف من الحجم الكبير ومجسم سلاح من نوع كلاشينكوف وقميص عسكري وزوج أحذية مطاطية ملطخة بالدماء، فيما تمكنت عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بتيرمتين، في عملية تمشيط أخرى، من العثور على جثة المدعو” ا. محمد”، و هو مصاب بجروح في الكف والركبة، وبجانبها لحية مصطنعة ومجسم سلاح ناري وألبسة عسكرية وبطاقة تعريف وطنية خاصة بالضحية. وعقب سماع المتهم، الذي صرح بأن المتوفى هو العقل المدبر للعملية وهو زعيم الشبكة التي تنصب الحواجز المزيفة بالجهة الجنوبية لتيزي وزو، حيث تم تبني العديد من العمليات التي تم خلالها الاستيلاء على عشرات الملايين من المارة والهواتف النقالة، وأكد المتهم أنه يوم الوقائع اتفقوا على استغلال الاضطراب الجوي والأمطار التي تساقطت ليلتها لتنفيذ عملية جديدة، حيث قاموا بكراء سيارة وتنقلوا على متنها إلى المكان المحدد، وعند وصول السيارة التي كان على متنها الشرطي توجه الشاب المتوفى إلى الشخص الجالس أمام السائق من أجل إنزاله، إلا أن هذا الأخير قام بإطلاق النار عليه، ليتوجه إلى الوادي هاربا، وأضاف بأنهم التحقوا به أين وجدوه تحت شجرة وهو ينزف دما، أنهم تركوه حيا لدى انصرافهم.