اعتقلت الشرطة المصرية 17 شخصا يشتبه في تورطهم في التفجير الذي استهدف كنيسة بمدينة الإسكندرية مع الساعات الأولى للعام الميلادي الجديد، وأوقع 21 قتيلا وما يقرب من مائة جريح بينهم عدد من المسلمين، كما فرضت أجهزة الأمن المصرية في القاهرة ومحافظات أخرى أول أمس إجراءات أمنية مشددة لتأمين الكنائس، وقد لقي هذا الاعتداء حملة من التنديدات الداخلية والخارجية. نتنياهو يهاتف مبارك ويعرب عن “صدمته الكبيرة” أصدر اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية المصرية، تعليمات بفرض حراسات إضافية من مجندين سريين خارج الكنائس وتزويدهم بالأسلحة للتصدي لأي هجوم، حسبما نقلته بعض المصادر الإعلامية، وأضاف المصدر إن كنائس عين شمس وشبرا مصر والقليوبية شهدت إجراءات أمنية مشددة واصطفت سيارات الشرطة وعلى متنها مئات الجنود حولها وتم منع جميع السيارات من الانتظار حول الكنائس أو التوقف بالقرب منها. كما شهدت محافظة الإسماعيلية شمال مصر إجراءات مشددة على جميع الطرق والجسور، فيما شهدت كنائس أسوانجنوب البلاد إجراءات مماثلة وانتشرت قوات الأمن بكثافة ومنعت وقوف السيارات أمام الكنائس. وكثفت أجهزة الأمن في الأقصر وقنا وبني سويف تواجدها حول الكنائس والأديرة والمناطق السياحية والأثرية واحتجزت مئات المشتبه بهم. كما بدأت السلطات الأمنية بمطار القاهرة وعدد من المطارات الأخرى اتخاذ إجراءات مشددة ومراجعة لأسماء جميع القادمين إلى البلاد في الآونة الأخيرة وشددت من إجراءات فحص الركاب والأمتعة إلكترونيا. حزب الله يصف العملية ب”أخطر المؤامرات التي تستهدف التنوع الديني” وقد أجمعت المواقف العربية والغربية على إدانة التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في الساعات الأولى ليوم السبت، وخلف 21 قتيلا وإصابة 80 شخصا بجروح، بينهم ثمانية مسلمين. حيث أدان الرئيس المصري حسني مبارك الاعتداء، وقال إنه “عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية”، مؤكدا أن “دماء أبنائنا لن تضيع هدرا، وسنقطع يد الإرهاب المتربصة بنا”. كما أدان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هذا “الاعتداء الإجرامي” واعتبر أن وراءه “قوى لا تريد خيرا” لمصر. من جهتها استنكرت جماعة الإخوان المسلمين الهجوم “الإجرامي و”الآثم”. وعلى المستوى العربي، أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس “العمل المجرم واللاإنساني الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مصر الشقيقة، وإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين”. كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاعتداء الذي يهدف بحسبها إلى “إشعال الفتنة الطائفية”. غير بعيد، وفي لبنان البلد متعدد الطوائف، قال حزب الله أن هذا الهجوم جزء من “أخطر المؤامرات التي باتت تستهدف التنوع الديني في أكثر من بلد عربي وإسلامي خدمة للمشروع الصهيوني التهويدي في فلسطينالمحتلة والمشروع الأمريكي التفتيتي لبلادنا العربية والإسلامية”. كما استنكر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري هذه “الجريمة الإرهابية”، وفي الرياض أعلنت وكالة الأنباء الرسمية أن ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز عبر في اتصال هاتفي بالرئيس المصري حسني مبارك عن “شجب المملكة واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية”. أما موقف المملكة المغربية، فقد عبر عنه الملك محمد السادس الذي أرسل برقية إلى الرئيس المصري أعرب فيها عن “تنديد المملكة الشديد بهذا العدوان الإرهابي”. كما أعربت البحرين عن “استنكارها لهذه العملية الإجرامية النكراء وعدتها عملا إرهابيا ينافي كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية”. وعلى مستوى المواقف الغربية، أعلن البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما “يدين بشدة” هذا الاعتداء. كما استنكر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي التفجير الذي وصفه ب”الجريمة العمياء والجبانة”. كما اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس السبت بمبارك، وأعرب له عن “صدمته الكبيرة” لهذا الاعتداء، وأكد مجددا اقتناعه “بضرورة أن تشكل كل الدول المؤمنة بالحرية جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب”. وفي طهران، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن “إيران تدين هذا العمل الإرهابي وتقدم التعازي إلى مصر شعبا وحكومة على مقتل أبرياء”. وفي سياق المواقف البارزة المدينة للهجوم، دعا البابا بنديكت السادس عشر في قداس رأس السنة في كاتدرائية القديس بطرس إلى حماية المسيحيين.