أعلنت وزارة الداخلية المصرية السبت أن هجوما انتحاريا استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية، ما تسبب في مقتل 21 شخصا وإصابة 80 آخرين بينهم ثمانية مسلمين. وقالت وزارة الداخلية في بيان أصدرته أمس إن العبوة المتفجرة في حادث الاسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية كان يحملها انتحاري لقي مصرعه في الحادث. الجامعة تدين ومبارك يدعو المسلمين والأقباط إلى “الوقوف صفا واحدا” ضد الإرهاب صرح مصدر أمني بوزارة الداخلية أنه خلال عمليات الفحص لواقعة الانفجار أمام كنيسة القديسين مارى جرجس والانبا بطرس بمحافظة الاسكندرية ليلة الجمعة، تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير باحدى السيارات أو بالطريق العام، بما يرجح أن العبوة التى انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقى مصرعه ضمن الآخرين. وأشار المصدر إلى أن فحوصات المعمل الجنائى أكدت أن العبوة الانفجارية التى تسببت في الحادث محلية الصنع، وتحتوى على “صواميل ورولمان بلى” لاحداث أكبر عدد من الاصابات، وأن الموجة الانفجارية التى تسببت فى تلفيات بسيارتين كانتا موضع اشتباه ، كان اتجاهها من خارج السيارتين وبالتالي لم تكن أي منهما مصدرا للانفجار. وأضاف المصدر الأمنى أن ملابسات الحادث فى ظل الأساليب السائدة حاليا للانشطة الارهابية على مستوى العالم والمنطقة، تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ فضلا عن تعارض ظروف ارتكاب الحادث مع القيم السائدة فى المجتمع المصرى، وفي ظل ارتكابها فى مناسبة دينية يحتفل بها المسيحيون والمسلمون على حد سواء بروح من التآخي بمقومات راسخة لوحدة نسيج المجتمع المصري، ودلل المصدر على ذلك بإصابة مسلمين في الحادث. كما نوه المصدر إلى إصابة احد ضباط الشرطة وثلاثة من الافراد كانوا معينين لتأمين احتفال الاخوة المسيحيين بالكنيسة، وهو الاجراء الذي تم اتخاذه لتأمين كافة الكنائس على مستوى الجمهورية فى ظل التهديدات المتصاعدة من تنظيم القاعدة للعديد من الدول. وفي هذه الأثناء، أصدر الرئيس المصري حسني مبارك تعليماته بالإسراع في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات هذا “العمل الإجرامي”، وتعقب مرتكبيه ومن يقف وراءهم، كما شدد على ضرورة توفير أكبر قدر ممكن من الرعاية لعلاج الجرحى. وأعرب مبارك عن خالص عزائه ومواساته لأسر الضحايا، داعيا أبناء مصر - أقباطا ومسلمين- إلى أن “يقفوا صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن واستقراره ووحدة أبنائه”. ومن جانبه، أمر وزير الداخلية المصري، حبيب العادلي، بتكثيف الحراسة على الكنائس والمنشآت المسيحية، ورفع حالة الاستعداد في كافة محافظات الجمهورية تحسبا لوقوع انفجارات أخرى. كما أدانت الجامعة العربية، أمس السبت، الاعتداء “الإرهابي” ودعا الامين العام للجامعة عمرو موسى في بيان له إلى تضافر جهود الجميع “أقباطا ومسلمين” لمواجهة المخاطر التي تستهدف “النيل من أمن مصر واستقرارها” مشيرا إلى أن هذا هو “الطريق لمواجهة تلك المحاولات الآثمة وإفشالها. وكان تنظيم القاعدة في العراق قد هدد المسيحيين في مصر باستهدافهم عقب حادثة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في 31 أكتوبر في بغداد، كما شهدت الاسكندرية تظاهرات لمسلمين يطالبون الكنيسة المصرية بإطلاق سراح نساء أسلمن ويعتقد أنهن محتجزات في كنائس. وتشهد مصر توترا طائفيا محسوسا منذ مقتل اثنين من المسيحيين وإصابة عدد آخر ورجال شرطة في اشتباك بمدينة الجيزة خلال احتجاج المسيحيين على قيام السلطات بوقف البناء في امتداد كنيسة قائلة إن الكنيسة خالفت الترخيص.