تحدثت جهات أمنية مصرية، حسب ما تم نشره في وسائل إعلام محلية، عن اعتقال 17 شخصا يحتمل تورطهم في التفجير الذي استهدف إحدى كنائس مدينة الإسكندرية أثناء مغادرة المصلين للكنيسة بعد حلول الساعات الأولى للعام الجديد. وقد خلف التفجير الإجرامي، حسب تأكيدات مصادر وزارة الصحة المصرية، واحد وعشرين قتيلا وقرابة المائة جريح. من جهة أخرى، كشفت آخر التحريات أن الجريمة المرتكبة، لم تكن نتيجة تفجير سيارة مفخخة، كما شاع بعد الانفجار. وإنما نتجت، حسب مصالح الأمن المصرية، عن عمل انتحاري، مع تأكيد هذه المصالح أن ''ملابسات الحادث في ظل الأساليب السائدة حاليا للأنشطة الإرهابية على مستوى العالم والمنطقة تشير بوضوح إلى أن عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ''. الجريمة لم تتبناها أي جهة كما كان يحدث مع جرائم إرهابية مماثلة، لكنها لقيت بالمقابل إدانة من جميع مكونات المجتمع المصري بمن فيهم الإخوان المسلمين في مصر وحزب الله في لبنان، وكذا على المستوى العربي والدولي. أما رأس بابا الفاتيكان البابا بنديكت السادس عشر، فقد دعا في قداس رأس السنة بكاتدرائية القديس بطرس بروما إلى حماية المسيحيين، وهو ما يوحي إلى وجود قناعة إلى أن هناك خطر يهدد المسيحيين، وفي نفس الوقت وجود تقصير في حمايتهم، وقد تماشى هذا الطرح على ما يبدو مع شعارات المسيحيين المصريين الذين شيعوا يوم أمس ضحايا الحادث، حيث رفضوا تقبّل تعازي الرئيس المصري حسني مبارك، التي نقلها أحد القساوسة الأقباط. فردد آلاف المشيعين كلمات ''لا لا لا'' بمجرد سماعهم للقس المذكور وهو يحاول تلاوة تعازي الرئيس مبارك. كما اعتبر بيان لقساوسة الإسكندرية الحادث تصعيدا لما أسموه بالأحداث الطائفية الموجهة ضد الأقباط، والافتراءات الكاذبة التي كثرت ضد الكنيسة ورموزها في مدينة الإسكندرية.