كانت الحركة مساء الخميس كثيفة بالعاصمة رغم الريبة والشك التي لا يمكن لأي وجه إخفاؤها. حذر تجسد في نصف فتح أصحاب المحلات التجارية لأبواب محلاتهم، وممارسة نشاطهم بعين واحدة لتبقى الأخرى تراقب أي حركة تجبرها على غلق الأبواب، وتوقيف البيع مخافة أن يتعرض المحل للسطو من قبل المندسين وسط المحتجين. محلات شارع حسيبة بن بوعلي وسط العاصمة أغلقت أبوابها باكرا. وهي التي ألف معظمها البقاء لممارسة البيع والشراء إلى غاية السابعة مساء، ورغم أن لا شيء حدث إلا أن الخوف من المجهول بدت آثاره على الجميع. الرابعة بعد الزوال، المواطنون يتحركون على شكل كتل بشرية ضخمة يقصدون محطات نقل المسافرين للدخول باكرا لبيوتهم. صحيح أن الوضع عادي إلا أنه يوحي إلى حد اليقين بأن ثمة أشياء ستحدث، سيارات الأجرة لم تكن بالعدد الكافي وهي تجوب الشوارع، شارع ديدوش مراد كان الأقل بين الأحياء لمظاهر التخوف كونه لم يحتضن أي احتجاجات، رغم الدعوات التي كانت تصدر من سيارات تجوبه تدعو إلى مسيرة غدا والمشاركة فيها بقوة. الكل يسأل عما حدث في الشوارع المعنية بالاحتجاجات، في باب الوادي تم إحراق كذا وفي باش جراح أيضا، الكثير من الأخبار غير المؤكدة تبحث عمن ينفيها أو يؤكد حدوثها فعلا. أصحاب السيارات المركونة في الأحياء شنوا حملة تساؤلات عن مدى الخطورة التي قد تشكلها الأوضاع الجديدة على سياراتهم، وهل ستتعرض للتخريب أم لا، ليلجأ من يملك حلولا أخرى إلى نقل سيارته نحو مكان أكثر أمنا، وزادت أخبار عن تعرض سيارات للتخريب في باب الوادي من قلق العديد.