لازال تسرب الغاز يفتك بالمئات من الجزائريين كل عام، في ظل نقص حس الوقاية المدنية وغياب الاهتمام بالأمن الأسري، حيث كشفت مصالح الحماية المدنية عن عدد التدخلات خلال سنة 2010، بتسجيل197 حالة وفاة اختناقا بمختلف الغازات وأكد المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية، السيد نسيم برناوي، في اتصال مع “الفجر”، أن عدد تدخلات هذه المصالح بلغ 787 تدخل، تم على إثرها إنقاذ 1805 شخص. وفيما يخص عدد الاختناقات الناجمة عن انسداد المجاري التنفسية والتي تحدث غالبا عند الأطفال، أفاد برناوي أنه سجل474 تدخل، وتم إسعاف وإنقاذ1038 شخص، في حين سجلت 107 حالة وفاة. وحسب ذات المصدر، فقد قدر عدد التدخلات الناجمة عن غاز البوتان والغاز الطبيعي أو تسرب أكسيد الكربون ب313، تم خلالها إنقاذ 764حالة بإسعافهم إلى المستشفيات، مع تسجيل 90حالة وفيات. وأضاف المكلف بالإعلام لدى مديرية الحماية المدنية أن معظم التدخلات شملت الولايات الداخلية ومدن الهضاب العليا مثل ولاية عين الدفلى، تيارت، الجلفة، سطيف، تبسة حيث تصل درجة الحرارة بهذه المناطق في فصل الشتاء إلى تحت الصفر، ما يؤدي بالعائلات إلى استعمال مختلف وسائل التدفئة، التي ينجر عنها تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر غازا ساما باستطاعته أن يقضي على حياة الإنسان في ظرف ساعة، لانعدام عامل التهوية داخل المنازل، بالإضافة إلى غياب ثقافة الوقاية، حيث شهدت هذه الأرقام انخفاضا محسوسا بنسبة 40 بالمائة مقارنة بسنة 2009، بسبب الحملات التحسيسية عبر قوافل جابت 48 ولاية عبر الوطن، بالإضافة إلى الدور الفعال الذي لعبته وسائل الإعلام في عملية تحسيس المواطنين بمخاطر الغاز. وألح نسيم برناوي على ضرورة تحلي المواطن بالحيطة والحذر عند استعمال وسائل التدفئة، مع التهوية الدائمة داخل البيوت.