ككل عام، يخلف الغاز حصيلة ثقيلة من الضحايا ببلادنا، حيث فتك في ظرف 24 ساعة الأخيرة فقط ثلاثة أشخاص بولاية عنابة، علما بأنه من يوم 18 إلى 20 من أيام هذا الشهر توفي اختناقا بالغاز أيضا خمسة أشخاص، اثنان بميلة، واحد بسطيف واثنان بالجلفة. ورغم الحملات التحذيرية والتحسيسية التي دأبت مؤسسة سونلغاز وكذا الحماية المدنية عبر جميع ولايات الوطن سيما منها الشمالية للوقاية من مخاطر الغاز، فإن حصيلة ضحايا هذا الغول الصامت لاتزال في تصاعد خطير، خاصة هذه الأيام التي تتميز بانخفاض درجة الحرارة إلى الحدود القصوى وتحديدا بمناطق الهضاب العليا. وحسب المكلف بالإعلام لدى المديرية العامة للحماية المدنية، نسيم برناوي، فإن ضحايا الغاز ببلادنا بلغ عددهم من شهر جانفي إلى غاية شهر أكتوبر 2007 خلال 497 تدخل، 188 قتيل و700 مسعف، وأغلب هؤلاء الضحايا يقطنون بولايات الشرق الجزائري على غرار سطيف، عنابة، قسنطينة، ميلة، إضافة إلى مناطق المتيجة والهضاب العليا مثلما أسلفنا القول. وأوضح ذات المتحدث السيد برناوي على أن الأسباب الرئيسية وراء وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية تعود بالدرجة الأولى إلى غياب التهوية بالفضاءات السكنية التي توجد بها أجهزة التدفئة العاملة بغاز المدينة، وكذلك ضعف التوصيلات وهشاشتها، إضافة وهنا الطامة الكبرى، اكتظاظ السوق الوطنية بأجهزة تدفئة "تايوان" غير مطابقة للمعايير الأمنية التي تحافظ على سلامة الأشخاص المستخدمين لها، وهو الأمر الذي يفضي في الغالب إلى تسجيل كوارث حقيقية تصل أحيانا إلى وفاة أفراد عائلة بأكملها. وكل هذا، يدفع إلى تكثيف عمليات التوعية، خاصة هذه الأيام والشتاء في ذروته، من أجل تفادي تسجيل مزيد من الضحايا الذين يفتك بهم سنويا الغاز الطبيعي الذي للأسباب المذكورة تحول من نعمة إلى نقمة. رشيد فيلالي