دعت السلطات الفرنسية أقارب الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي إلى الرحيل من أراضيها، وتسوية أوضاع ممتلكاتهم وتصفية أعمالهم، في وقت دعت فيه باريس إلى إجراء انتخابات حرة في تونس، مؤكدة اتخاذ تدابير لمنع حدوث أي تحركات مشبوهة لأرصدة تونسية وذلك بعد إجبار الاحتجاجات الشعبية الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مغادرة البلاد. وتأتي هذه التطورات بعدما اجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع عدد من وزراء حكومته لبحث تطورات الأوضاع في تونس بعد رحيل بن علي وذكر قصر الرئاسة الفرنسي ''الإليزيه'' في بيان له أن ساركوزي اجتمع مع رئيس الوزراء فرانسوا فيون ووزيرة الخارجية ميشيل آليو ماري ووزير الدفاع آلان جوبيه ووزير الداخلية بريس أورتفو ووزير المالية فرانسوا باروان لبحث الوضع في تونس. ودعا ''الاليزيه'' الشعب التونسي إلى التهدئة وإنهاء أعمال العنف التي شهدتها تونس خلال الأيام الماضية. وأبدت فرنسا استعدادها للاستجابة لأي طلب من جانب تونس في هذه المرحلة الحرجة من أجل المساعدة في أن تسير العملية الديمقراطية بصورة لا تثير أي نزاع بشأنها. وفي الأثناء، أوردت وكالة الأنباء الفرنسية صباح أمس خبرا عن مقتل شقيق زوجة الرئيس المخلوع عماد الطرابلسي في المستشفى العسكري بتونس العاصمة، متأثرا بجروحه بعد طعنه بسلاح أبيض، مضيفة نقلا عن مصدر طبي أن عماد الطرابلسي ''مات الجمعة مطعونا''، وهو بذلك أول قتيل مؤكد من المقربين من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. ويقول ذات المصدر إن عماد الطرابلسي ''المدلل من ليلى'' تم طعنه في الأيام الأخيرة وإدخاله قسم الطوارئ بالمستشفى، وقضى الطرابلسي في اليوم ذاته الذي فر فيه بن علي وأسرته من البلاد تحت ضغط الشارع التونسي. من ناحية أخرى، ألقى الجيش التونسي أمس القبض على نحو خمسين من الحراس الشخصيين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في محافظة تطاوين جنوبي تونس، فيما استمرت مطاردة الجيش التونسي لعناصر يعتقد أنها تسعى لإحداث البلبلة في البلاد. وقال مصدر صحفي بمدينة تطاوين لوكالة الأنباء الألمانية ''اعتقلت قوات الجيش الوطني نحو خمسين من الأمن الرئاسي عندما كانوا هاربين نحو ليبيا على متن سيارات لا تحمل لوحات ترقيم''، موضحا أن عددا منهم ''نقلوا إلى المستشفى بعد أن أصيبوا بجراح جراء تعرضهم إلى عيارات نارية خلال مواجهات مسلحة وغير متكافئة مع قوات الجيش التي أحكمت السيطرة عليهم''. وأضاف المصدر أن نحو عشرة آخرين من حرس الرئيس الهارب فروا إلى الجبل هاربين على متن سيارات وأن الجيش يتعقبهم، مشيرا إلى أن العديد من ''رموز النظام البائد'' حاولوا الفرار إلى ليبيا إلا أن رجال الأمن وسكان المناطق الحدودية المتاخمة لليبيا ألقوا القبض عليهم. كما ذكرت روايات أخرى أن مواطنين ألقوا القبض على مدير الأمن الرئاسي السابق الجنرال علي السرياطي الذي يعتقد أنه ضالع في تنظيم العناصر الأمنية المسلحة التي تشير تقارير متواترة إلى أنها تعمل على إحداث بلبلة. وذكرت الروايات ذاتها أن سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع اعتقل أيضا أثناء محاولته الفرار إلى ليبيا، وأنه معتقل في ثكنة للجيش في المنطقة، لكنه نفى ذلك لاحقا، ونقل شاهد عيان، حسب قناة ''الجزيرة''، رواية تفيد بأن اثنين آخرين من عائلة زوجة الرئيس المخلوع وهما حسام الطرابلسي وزوجته اعتقلا.