يبدو أن بن شيخة وغيريتس قد تبادلا الأدوار، فبعد أن كان العالم كله يتحدث عن طريقة تسيير الثاني للمنتخب المغربي عن طريق المراسلة، فقد انتقلت هذه العدوى لمنتخبنا بسبب تشتت المدرب بن شيخة الذي يريد تحقيق سابقة بإدارة منتخبين في نفس الوقت، لكنه لحد الآن لا يزال في رحلة البحث عن الذات خيارات بن شيخة تطرح التساؤلات بإلقاء نظرة سريعة على قائمة ال19 لاعبا الذين استدعاهم بن شيخة للمنتخب الأول تحسبا للتربص الذي سينطلق يوم 6 من الشهر القادم، فإننا نجد أنه قد اعتمد على الأسماء المألوفة وسيجد الحارس سيدريك اللاعب المحلي الوحيد لكون بقية الأسماء كلها تنشط بالخارج، لكن الاستفهامات التي تطرح تكمن في جاهزية هذه العناصر التي لا تلعب بانتظام مع أنديتها. البداية باستدعاء حارسين من بين الأخطاء التي وقع فيها بن شيخة هي اكتفاؤه باستدعاء حارسين فقط وهما مبولحي وسيدريك، وهذا غير كاف لكون أي منتخب أو ناد محترف عليه الاعتماد على 3 حراس لكي يعملوا سويا على المدى الطويل. والأغرب من كل هذا أن مبولحي المتواجد رفقة فريقه الجديد الروسي كريليا سوفيتوف في تربص مغلق بقبرص دون أن يخوض مواجهات ذات قيمة، حيث يكتفي في أغلب الأحيان بمباريات تطبيقية أو مع أندية قبرصية مغمورة وقد لا يلعب كثيرا قبل مواجهة الخضر ضد أسود الأطلس. وهنا الاستفهامات وعلامات التعجب تطرح حول جاهزيته للقاء المذكور، كما أن سيدريك لا يتواجد في أحسن أحواله مع ناديه شبيبة بجاية لدرجة أن مدربه مناد وصفه بالمغرور. بوزيد لتعويض حليش ابتعاد حليش عن المنافسة فتح المجال على مصراعيه لإسماعيل بوزيد الذي سيعود للمنتخب من أوسع الأبواب وباستحقاق، باعتراف كل الأطراف، فقد جاء عدم استدعاء حليش لمباراة تونس الودية بمثابة أهم حدث في القائمة إذا نظرنا إلى تواجد ابن "باش جراح" في كامل التربصات والمواعيد الهامة التي أجراها المنتخب الوطني على الأقل في السنتين الأخيرتين، غير أن التهميش الكبير الذي يعانيه اللاعب مع ناديه "فولهام" منذ بداية الموسم والذي جعله يعاني من نقص رهيب في المنافسة جعل من عدم استدعائه منتظرا، خاصة أن بن شيخة لمح إلى ذلك في ندوته الصحفية الأخيرة، ويبقى الأكيد أن الأمور قد تتغير لحليش من هنا إلى مباراة المغرب، خاصة وأنه دشن أول مشاركاته في "الدرع الممتاز" وهو ما قد يفتح له أبواب المشاركة بصفة أكثر مستقبلا مع ناديه، ومنه العودة إلى مكانه الطبيعي في المنتخب الوطني. وبالمقابل فإن آخر مرة استدعي فيها بوزيد إلى المنتخب الوطني على هامش التربص الذي أجري في "نانتير" بفرنسا على هامش مباراة الكونغو الديمقراطية مطلع عام 2008. الصخرة الجديدة للخضر إسماعيل بوزيد يشغل منصب قلب دفاع.. مميز في أدائه.. لعب لعدة فرق وفي عدة دوريات.. وحمل ألوان عميد الأندية الجزائرية فريق المولودية كما لعب في الدوري الفرنسي الممتاز لماتز وتروا. وفي البوندسليغا الألمانية ليونيون برلين وكايزر سلاوترن، أما في البطولة التركية لعب بوزيد لغلاتاشاري وأنقرة ثم انتقل إلى "هيرت أوف ميدولتيان" الأسكتلندي الذي لايزال يحمل ألوانه حتى الآن. أما على الصعيد الدولي فلعب بوزيد 12 مباراة دولية وكان أول استدعاء له للمنتخب الجزائري سنة 2007. معروف عنه الصلابة الدفاعية والروح القتالية خاصة أمام المهاجمين، نظرا لخبرته. كما أنه يعرف بسرعته بالرغم من أنه مدافع، كما أنه لاعب خلوق وغير مثير للمشاكل، وهو الآن يعتبر أحد ركائز فريق هارتس الأسكتلندي. بن شيخة رفض المغامرة بفغولي، حمومة وفابر ؟ رغم أن منتخبنا مقبل على مواجهة ودية ضد جاره التونسي، إلا أن بن شيخة الذي لا يزال في رحلة تسجيل الهدف الأول قبل أن نقول الفوز الأول، فضل الاستقرار ولم يشأ المغامرة بلاعبين مثل فغولي، حمومة والحارس فابر. وعلى النقيض من ذلك فقد حملت القائمة أسماء تقليدية في مقدمتهم مهاجم "مونشنغلادباخ" الألماني كريم مطمور الذي أبعدته لعنة الإصابات التي عانى منها طيلة النصف الأول من الموسم عن المنتخب الوطني الذي لم يشارك معه منذ "المونديال"، في وقت أن عمري الشاذلي بعد عودته مؤخرا إلى المنافسة سيسجل حضوره في هذا التربص وهو الذي غاب عن الخضر منذ لقاء تانزانيا، وكانت عودته برفقة مطمور منتظرة بعد عودتهما إلى المنافسة مع نادييهما في "البوندسليغا". كما أن الاحتفاظ بمسلوب، مصطفى مهدي وبن يمينة يعني أن المردود الذي قدموه أمام "لوكسمبورغ" قد أقنع بن شيخة. هل استوعب بلحاج الدرس ؟ يتساءل الجمهور الكروي عن عودة نذير بلحاج إلى المنتخب الوطني، فهل هي في وقتها أم أن بن شيخة قد أبهره اللاعب المذكور بالمستوى الذي يقدمه في قطر، ليطرح هذا الاستفهام نفسه بإلحاح: هل استوعب بلحاج درس مباراة لوكسمبورغ أم أنه قطعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها مهما كانت البطولة التي ينشط بها. غيريتس في غبطة إذا كان بن شيخة مقسوما بين المنتخب الأول ومنتخب المحليين، فإن نظيره غيريتس في راحة لا نظير لها، بعد أن تفرغ للمنتخب المغربي حيث يقوم في الفترة الأخيرة بمعاينة بعض المحترفين الجدد قصد ضمهم تحسبا لموعد مباراة الجزائر وفي مقدمتهم كارسيلا، بوصوفة وبوخريص وقد جعل المردود القوي للمحترفين المغاربة مدربهم في غبطة كبيرة، ليزداد تفاؤلا بتحقيق وعده بتأهيل المغرب لنهائيات العرس الإفريقي من الجزائر. بن شيخة مطالب بأكثر واقعية لا يخفى على أحد أن منتخبنا الأول في وضع لا يحسد عليه وهو ما يلزم على مدربه أن يكون أكثر واقعية في المرحلة القادمة. فبغض النظر عن مواجهة تونس التي سيلعبها يوم 9 فيفري القادم (وقتها سيكون منتخب المحليين قد لعب مباراتين في الشان)، فإن مواجهة المغرب ستكون مواجهة حياة أو موت بالنسبة لبن شيخة على رأس الخضر، فإن وفق فيها فعبارات الإطراء ستتهاطل عليه من كل حدب وصوب، أما في حالة الإخفاق، لا قدر الله، فسيجد نفسه في نفس موقف لاعبيه زرداب وعودية اللذين خسرا المنتخب الأول ومنتخب المحليين.