يبدو أن المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة قد فرغ من إعداد المجموعة التي يجتاز بها أول امتحان ودي يوم 17 من هذا الشهر أمام منتخب لوكسمبورغ، حيث قام بالتغييرات التي يراها مناسبة والتي تركت جدلا كبيرا لدى الأوساط الرياضية المحلية، في وقت يؤكد فيه أنه واثق من تحقيق وثبة نوعية هذه المرة لكونه يملك بعض المعلومات عن التشكيلة عامة وإمكانيات كل عنصر، وقدأعلن عن رفع مستوى الجاهزية للمنتخب وسعيه للفوز بالمباريات الأربعة المتبقية في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية، مشيرا إلى أنه يعرف جيدا طريقة أداء المنتخب المغربي ومدربه الجديد البلجيكي غيريتس، حيث أن هذا الأخير لم يتوان في بعث رسائل الإنذار لبن شيخة من خلال تصريحاته بأنه سوف يأتي للجزائر من أجل الفوز والخضر لم تعد لهم نفس القوة التي كانوا عليها من قبل بدليل النتائج المخيبة التي حققوها في الجولتين الأخيرتين، ولكن الجنرال لا يبالي بتلك الحرب الإعلامية الكبيرة التي يقودها المدرب المغربي بغية النيل من معنويات اللاعبين، ولذلك فإن بن شيخة مطالب بالقيام بتحضيرات جدية، خاصة من الناحية النفسية نظرا للضغط الكبير الذي سيفرضه الأنصار على رفقاء زياني، إذ أن الوقت كاف لإعداد التشكيلة جيدا من كل النواحي لمواجهة الغرور الزائد لغيريتس وكذلك المتربصين بالمنتخب الوطني و الذين ينتظرونمنه إخفاق على طول الخط. الأنصار لبن شيخة "نحن نعرف العقبات التي تواجهكم.. ولكنها تخص كل المنتخبات" وفي تصريح لموقع "أفريكا فوت"، أعرب بن شيخة عن تفاؤله بإحراز 12 نقطة في المباريات الأربعة المتبقية، رغم إقراره بأن الهزيمة التي مني بها الخضر في بانغي أمام إفريقيا الوسطى أحبطت معنوياته، وأكد على أن هنالك عملا كبيرا ينتظر اللاعبين خاصة في الخط الأمامي، وتابع بن شيخة موضحا "لا أعتقد بأن المشاكل تكمن في نوعية اللاعبين الذين يشكلون المنتخب، فجبور مثلا يملك فاعلية مع ناديه ويسجل أهدافا بانتظام، لكن المشكلة تكمن في العمق الهجومي، ونستطيع تقييم مهاجم وفقا لعدد الفرص التي يتم صناعتها، وأضاف: "للأسف الشديد أنا رهين تواريخ الفيفا وعامل الوقت الذي لا يتيح لي تجميع كل اللاعبين لمدة أطول، ولذلك فإن عدوي الأول هو عامل الزمن الذي لا يمنح لي سوى أربعة أيام قبل لقاء المغرب، أعرف هذا الأخير جيدا، إنه بلد تجمعنا به علاقات أخوية ويملك لاعبين جيدين لهم إمكانيات كبيرة، بيد أنني لا أستطيع الحديث عن نقاط قوته وضعفه، وفيما يخص المدرب إيريك غيريتس فهو مدرب معروف وقدراته مؤكدة، لكن أظن أن اللاعبين هم من يصنعون المدرب وليس العكس". ومن هذه التصريحات، يبرز جليا أن المدرب بن شيخة يعترف بقوة المنتخب المغربي سواء بإمكانيات لاعبيه أو بحنكة مديره الفني، وبالمقابل لا يزال يجتر نفس الكلام الذي كان يكرره سعدان كلما اقترب موعد هام، فالحديث عن تواريخ الفيفا لا يخص المنتخب الوطني فقط وإنما يطبق على كافة المنتخبات، ولكن لم نسمع بأي مدرب يتحجج بذلك، فالأنصار سئموا من سماع تكرار نفس الأسباب والتي لا تخرج عن نطاق المناخ، الأرضية، الحكم وعامل الوقت. الهجوم يبقى الهاجس الأبدي ويبقى الهاجس الوحيد الذي يبقى الجميع ينتظر من بن شيخة أن يجد حلا له هو خط الهجوم، حيث أن العناصر التي تمثل القاطرة الأمامية وعلى رأسها مهاجم أيك أثينا رفيق جبور، تتألق من جولة لأخرى مع أنديتها و تصل إلى الشباك في كل مرة، لكن أداءها يبقى بعيدا عن ذلك مع المنتخب، وهو ما حيّر المدرب الوطني نفسه، ويأمل أن تأتي التغييرات الجديدة التي قام بها، خاصة على مستوى الخط الأمامي بالنتائج المرجوة. عودية تحت دائرة الضوء وبما أن أغلب الكلام يدور حوله، فإن مهاجم شبيبة القبائل أمين عودية أصبح تحت دائرة الضوء و كل الآمال معلقة عليه لفك لغز العقم الهجومي الذي أصاب الخضر، حيث وتعبيرا عن فرحته لاستدعاء المدرب الوطني له، أكد أنه مجبر الآن على بذل مجهود أكبر من أجل تبرير ثقة بن شيخة فيه وقال: "أتمنى أن أتمكن من تقديم أفضل ما لدي خلال لقاء لوكسمبورغ إذا ما تم إقحامي... أظن أنني اكتسبت تجربة مثمرة عند لعبي رابطة أبطال إفريقيا مع فريقي شبيبة القبائل، حيث أنني تمكنت من الاحتكاك بلاعبين من الطرازالعالي وبإمكاني أن أضع تجربتي في صالح الفريق الوطني". الجنرال يحاول تجهيز المحليين نفسيا ومن جهة أخرى، طالب بن شيخة اللاعبين المحليين الذين استدعاهم مؤخرا للمنتخب الأول ببذل مجهودات أكبر في مباريات البطولة من أجل المشاركة المستمرة ضمن التشكيلة الأساسية لأنديتهم و اكتساب روح تنافسية أكبر مؤكدا لهم أن اللعب للمنتخب يقتضي منهم إمكانيات بدنية ونفسية وتكتيكية وأن تقمصهم للقميص الوطني ليس تشريف و لكن تكليف لأنهم يحملون أحلام وطموح شعب بأكمله كما أن مهمتهم أكثر تعقيدا، مما يتصورون في ظل الوضعية التي يتواجد عليها المنتخب اليوم، وبالتالي فإنهم مطالبون ببذل كل ما يملكون لقيادته إلى مكانة أفضل، ولذلك فقد أجمع هؤلاء على رفع التحدي والبروز بمستوى جيد في حال منحهم الفرصة أمام منتخب لوكسمبورغ يوم 17 نوفمبر الجاري، لا سيما وأن كل عنصر يريد المكوث في التشكيلة الوطنية لوقت طويل حتى يتسنى له المشاركة في المباريات الرسمية، خاصة أمام المنتخب المغربي شهر مارس المقبل. بن شيخة للمحليين "أنا استدعيتكم، فأروني ما عندكم" وفي سياق متصل، حث بن شيخة هؤلاء على العمل الجدي من أجل تشريفه و دحض كل الإنتقادات التي وجهت له عندما قرر استدعائهم وإبعاد لاعبين محترفين، حيث أكد أنه كانت له الشجاعة وقام بالتغييرات رغم موجة الإنتقاد التي قادتها بعض الأطراف، وما قام بذلك سوى لكونه واثق من إمكانيات تلك العناصر التي تألقت في البطولة مع أنديتها كما أنها تعتبر مطلب جماهيري، وبالتالي فقد أكد أن الكرة الآن في مرماهم و اللوم سيكون عليهم في حال إبعادهم في المستقبل.