قناة الجزيرة القطرية فرحة بما تقول إنها حصلت على وثائق تتعلق بالمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل أخطر من وثائق ويكيليكس! والمصيبة أن السلطة الفلسطينية ثارت من هذه الوثائق (الخطيرة) التي نشرتها الجزيرة والتي أدت حتى إلى أن السلطة الفلسطينية قامت بتهديد كل مسؤول فلسطيني يتعامل مع الجزيرة! وشخصيا تتبعت ما نشرته الجزيرة ولم أجد فيه الجديد الذي يزيد أو يدل على أكثر مما يعرفه المواطن العادي من تفريط وصل إلى حد الخيانة في القضية الفلسطينية من طرف السلطة بعد عرفات. من مضحكات الجزيرة والسلطة الفلسطينية في النقاش الفارغ حول هذه الوثائق أنه جاء فيه أن السلطة تنسق أمنيا مع إسرائيل وأن الوثائق (الخطيرة) التي اكتشفتها الجزيرة تقول ذلك! وكأن هذا الأمر فعلا من القضايا الجديدة! والحال أن محمود عباس نفسه صرح منذ سنة بعظمة لسانه في تلفزيونات العالم وقال: "إن أمن إسرائيل هو من أمن السلطة الفلسطينية"!؟ فأين وجه الغرابة يا جزيرة فيما نشرته من وثائق تتحدث عن تنسيق أمني بين السلطة وإسرائيل؟! ومنذ سنوات أيضا تحدث الإسرائيليون وقالوا: إن العديد من الأهداف التي تتعلق بالقيادات الحماسية تقوم حركة فتح بتبليغ إسرائيل عنها لاصطيادها بالصواريخ.. مثل الرنتيسي وأحمد ياسين وغيرهم! فأين المشكلة؟! أما حكاية التنازل عن أجزاء من القدس فليست بالأمور الجديدة.. فالذي يتنازل عن عكا وحيفا والخليل وبيت لحم يتنازل عن القدس وغير القدس.. وغير مستبعد أن يتنازلوا ليهود خيبر عن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم! أليست السعودية حامية الإسلام هي التي صاغت مبادرة العرب التي أعلنت في بيروت وأعطت أمثال قريع وصائب عريقات الحق في التفاوض بشأن أولى القبلتين! من يفرط في فلسطين لا يصعب عليه أن يفرط في القدس!؟ ومن يقبل الاحتلال لا يعز عليه أن يرى الاحتلال يقنبل إخوته في غزة!؟ تنسيق السلطة السياسية مع اليهود أسهل من التنسيق مع حماس.. هذا واضح من عدد اللقاءات التي أجراها عباس مع رئيس وزراء إسرائيل مقارنة بعدد لقاءاته مع مشعل.. فأين وجه الغرابة؟!