قال رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة، نجيب ميقاتي، إنه لن يكون في مواجهة مع الحكومات الغربية في محاولة لطمأنة الغرب، بينما ينتظر أن يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة غدا وقال ميقاتي وفقا لمصادر اعلامية أمس إنه سيحافظ على العلاقات مع الجميع ولن يدخل في مواجهة مع أحد. وأكد أن لبنان يحتاج إلى دعم جميع الدول الصديقة وأيضا إلى الاستقرار لكي يتمكن من بناء نفسه. وكانت حكومة سعد الحريري انهارت يوم 12 من جانفي الجاري بعد انسحاب وزراء المعارضة ووزير من رئاسة الجمهورية احتجاجا على عدم عقد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة قضايا خلافية أبرزها ما يعرف بملف شهود الزور الذين استندت إليهم المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، رفيق الحريري. وجاء تصريح ميقاتي بعد ساعات من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن وجود حكومة يسيطر عليها حزب الله في لبنان ”من الواضح أنه سيكون له تأثير” على العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون إن واشنطن تتابع ”عن كثب وبعناية” التطورات في لبنان خلال مؤتمر صحفي مشترك في واشنطن مع نظيرتها الإسبانية ترينداد جيمينيز التي تساهم بلادها بجنود في قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان. وأضافت أن خلاصة ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة هو إنهاء الحصانة من العقاب والتدخل الخارجي، ووجوب احترام سيادة لبنان. وأشارت إلى أن واشنطن ”تثق بسيادة لبنان ووضع حد للتدخل الخارجي... لذا نحن في انتظار ما ستفعله الحكومة الجديدة، وسنحكم عليها وفقا لذلك”. ولم يقل مسؤولو واشنطن ما إذا كانت الترتيبات السياسية سينجم عنها إنهاء لمساعدات مالية أمريكية للحكومة اللبنانية أم لا، لكن المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي قال بمؤتمر صحفي الاثنين ”رأينا في حزب الله معروف.. إننا نراه منظمة إرهابية، وستكون لدينا مخاوف كبيرة بشأن وجود حكومة يلعب فيها الحزب دورا رئيسيا”. من جهته دعا المتحدث باسم البيت الأبيض، تومي فيوتر، الحكومة اللبنانية المقبلة إلى الالتزام بدستور البلاد والاتفاقات الدولية ونبذ العنف، واتهم حزب الله بممارسة الترهيب ضد خصومه. وقال فيوتر -بأول تعليق من نوعه بعد تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة- إن ”تركيبة الحكومة اللبنانية كما سبق أن أسلفنا تأتي بقرار لبناني، لكن هذا القرار يجب ألا يتحقق عن طريق القسر والترهيب باستخدام العنف”. وجرى تكليف ميقاتي - وهو نائب سني ورئيس حكومة سابق- الثلاثاء بتشكيل حكومة جديدة عقب حصوله على 68 صوتا في الاستشارات النيابية مقابل ستين صوتا لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وفي أعقاب تسميته لرئاسة الحكومة الجديدة، انطلقت مظاهرة دعا إليها تيار المستقبل بزعامة الحريري تحت شعار ”يوم الغضب” في عدة مناطق أبرزها مدينة طرابلس شمالي البلاد التي تعتبر معقلا للسنة. من جهته كثف الجيش اللبناني الأربعاء انتشاره في مناطق عدة من لبنان بعد (يوم غضب) نفذه مناصرو رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري احتجاجا على تكليف النائب نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة.وكثف الجيش انتشاره بشكل خاص في العاصمة بيروت ومدينة طرابلس الشمالية. وقال متحدث متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس إن القيادة العسكرية تقوم حاليا بمعاجلة الوضع. وكان المتحدث أكد مساء الثلاثاء أن الجيش ”سيكون حازما ابتداء من الاربعاء، ولن نسمح باقفال أي طريق”.