عمت الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي اليوم الثلاثاء عدة مناطق في لبنان نظمها مناصرو رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري مطالبين بترشيحه لتشكيل الحكومة الجديدة فيما تحصل رئيس الوزراء الاسبق و مرشح المعارضة نجيب ميقاتي على تاييد معظم النواب في اختتام جولة الاستشارات النيابية. وكشفت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام اليوم أن نجيب ميقاتي المدعوم من حركة حزب الله تحصل على تأييد 68 نائبا مقابل 60 لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة من ضمن 128 آخر يشكلون أعضاء البرلمان لترؤس الحكومة الجديدة في مكان سعد الحريري. وقد أختتم الرئيس اللبناني مشاوراته البرلمانية الملزمة وكلف بالفعل ميقاتي تشكيل الحكومة الجديدة. و أكدت مصادر صحفية ان أنصار الحريري واصلوا في عدة مناطق لبنانية الاحتجاج على عدم تسميته لرئاسة الحكومة المقبلة و ترجيح تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة. وذكر شهود وتقارير أمنية ان مدينة طرابلس الساحلية الشمالية شهدت اليوم تجمعا كبيرا لأنصار الحريري حيث رفع المحتجون الأعلام اللبنانية وأعلام تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري. كما طالب المشاركون في ساحة النور في بيروت و في مدينة طرابلس نجيب ميقاتي بالعزوف عن ترشيح نفسه فيما سجلت تجمعات في البقاع الغربي بشرق لبنان ومنطقة إقليمالخروب الجبلية وتم قطع الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب. وعلى خلفية الوضع عزز الجيش اللبناني من تواجده وانتشرت قوات الامن بطرابلس شمال لبنان تفاديا لحدوث اي انزلاق أمني كما أغلقت المدارس والمحلات التجارية تحسبا لاي طارئ. وكان انصار الحريري قد اعتصموا امس الاثنين ودعوا إلى المشاركة اليوم في "يوم الغضب" تعبيرا عن تاييدهم لترشح سعد الحريري فيما انتقد ميقاتي الحملات التي أدت إلى تحريك الشارع ,موضحا ان هذه الممارسات تخالف المبدأ الديمقراطي. وكانت كتلة " تيار المستقبل" في البرلمان اللبناني قد رشحت رئيس التيار سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة فيما اعتبر رئيس الوزراء السابق ورئيس الكتلة فؤاد السنيورة عقب لقاء أعضائها مع الرئيس ميشال سليمان في إطار الاستشارات البرلمانية ان " الحريري هو الاول" في تمثيل بيئته ومحيطه وأهله وطائفته. وبدوره أكد الحريري الذي شارك في الاستشارات ضمن كتلة "تيار المستقبل" على ايمانه "الدائم" بالحوار . مشيرا إلى ان الاستشارات الملزمة "ستنتهي غدا وعندها سيكون لكل حادث حديث". وإعتبر بدوره رئيس "حزب الحوار الوطني" فؤاد مخزومي في تصريح للصحافة اليوم أنه على "الرغم من أن الأجواء المحيطة بالإستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة مقلقة فإن المسار الدستوري والقانوني هو المسار الذي يرتضيه اللبنانيون من كافة الأطياف ومحل إجماع قوى لبنان السياسية". ودعا مختلف الأطراف السياسية إلى "التعاون لإعادة الروح إلى العمل المؤسساتي ورفد جهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بكل ما يلزم من تعاط إيجابي لتكريس الوحدة الوطنية بديلا عن الفراغ في المؤسسات أو الفوضى". وتطرقت الصحف اللبنانية للموضوع حيث نسبت صحيفة (الأخبار) في عددها اليوم إلى اوساط سياسية "أن الاتصالات الخارجية جارية لمنع أي انفجار سياسي" موضحة أن "الاجتماعات والاتصالات التي أجراها ميقاتي مكنته من الحصول على تأييد كل قوى المعارضة النيابية, اضافة إلى كتلة كبيرة من أصوات النائب وليد جنبلاط النيابية وأصوات لقاء نواب طرابلس المستقلين". ونقلت صحيفة (النهار) عن أوساط مطلعة ان ميقاتي منذ اللحظة الاولى لم يقبل بالترشح ما لم تكن هناك تسوية شاملة يأتي بموجبها كمرشح يسعى إلى التوافق ومرشح حل. ولو لم تنضج هذه التسوية لما قبل بالترشيح, مع معرفته المسبقة بما ينتظره من تحديات. ورأت صحيفة (السفير) أن ميقاتي أكد أن ترشحه لرئاسة الحكومة أساسه قناعته بأن صيانة مسيرة السلم الأهلي وتحصين الساحة الداخلية في وجه التحديات المرتقبة تحتاج إلى وقفة وطنية جامعة.