تعيين نجيب ميقاتي رئيسا للوزراء وتكليفه بتشكيل حكومة لبنانية جديدة رفض أمريكي صريح لسيطرة حزب الله على الحكومة المقبلة أصدر أمس الرئيس اللبناني ميشال سليمان مرسوما رئاسيا يتضمن تعيين نجيب ميقاتي مرشح تيار المعارضة كرئيس للوزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة، بعد أن حصل على موافقة 68 صوتا داخل البرلمان من بين 128 نائبا وهو ما يمثل الأغلبية، في حين لم يتحصل منافسه سعد الحريري الذي كان يؤدي مهمة رئيس حكومة تصريف الأعمال سوى على 60 صوتا، حيث أن المرشح لتشكيل الحكومة يحتاج إلى نصف أصوات البرلمان زائدا صوت واحد. وقد سبق لميقاتي الملياردير ذو ال55 سنة، والمعروف بصداقته مع الرئيس السوري، أن تولى رئاسة الوزراء في لبنان سنة 2005 لمدة قصيرة لم تتجاوز ثلاثة أشهر، كما عين وزيرا للأشغال العمومية بين 1998 و 2004 وانتخب في البرلمان بين سنتي 2000 و 2009. وقد كان لانضمام كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة زعيمها وليد جنبلاط الأثر الكبير الذي أعطى الأفضلية لميقاتي، الذي صرح بعد نيله الأغلبية أنه يمد يده لجميع اللبنانيين وأنه سيعمل لمصلحة بلده مع كل الأطراف دون استثناء أو إقصاء، كما دعا غريمه الحريري إلى العمل معا في سبيل لبنان، وأكد حرصه على المسلمين السنة الذين ينتمي إليهم وعلى ما أسماه بإنجازات المقاومة الوطنية اللبنانية. وكانت بداية صباح أمس قد شهدت مظاهرات نظمها أنصار تيار المستقبل بزعامة الحريري في كل من بيروت العاصمة والبقاع الغربي شرق لبنان ومدينة طرابلس الساحلية شمال البلاد ومدن أخرى، احتجاجا على احتمال ترشيح ميقاتي، حيث تكلمت مصادر من عين المكان عن مشاركة حوالي أربعة آلاف شخص فيها بينهم نواب لتيار المستقبل، كما أكدت تقارير أمنية أن مدينة طرابلس التي تعد مسقط رأس ميقاتي، قد شهدت تجمعا كبيرا لأنصار الحريري لليوم الثاني على التوالي والذين أشعلوا النار في سيارة البث الخاصة بقناة الجزيرة الفضائية واعتدوا على طاقمها وحاصروهم في مبنى قبل خروجهم منه بسلام وصحفيين آخرين، وأحرقوا صور ميقاتي، وفي بيروت قطع المتظاهرون الطرق بعجلات السيارات المشتعلة، كما اعتدوا على قوات الجيش اللبناني الموجود في المنطقة برشقهم بالحجارة، وسمعت أعيرة نارية أطلقت في الهواء قبل أن يتدخل الجيش ليسيطر على الوضع . وكان ميقاتي قد وجه نداء إلى سكان مدينة طرابلس دعا فيه إلى ضبط النفس، وأكد بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان في إطار المشاورات النيابية أنه يعتبر سعد الحريري صديقا وأخا له، ومن جهته صرح سعد الحريري أنه يرفض كل أحداث الشغب والفوضى التي حدثت أمس، مشيرا إلى أنه ليس من أهداف تياره أن يكون في السلطة، كما دعا أنصاره إلى عدم الانحراف عن التعبير الديمقراطي. وفي أول رد فعل أجنبي على تنصيب ميقاتي رئيسا للوزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي في مؤتمر صحفي، أن قيام حكومة يكون لحزب اللهدور فيها سيساهم في تعقيد العلاقات بين البلدين على حد تعبيره ، مضيفا أن ذلك سيؤثر على المعونة الأمريكية للبنان. وللإشارة فإن حكومة الحريري كانت قد سقطت قبل حوالي أسبوعين إثر استقالة 11 وزيرا من المعارضة منها بسبب الخلاف على المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري سنة 2005، والتي يتهمها حزب الله بأنها تعمل لصالح إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية .