أسعار القصدير والنحاس ترتفع بقوة عالميا كشفت نشرية اقتصادية، صدرت مؤخرا عن بورصة لندن البريطانية، الارتفاع القياسي لأسعار النحاس والقصدير لأول مرة منذ عدة عقود، وتأثرت الأسعار بموجة العنف وشرارة الاحتجاجات المنتشرة في بلدان شمال إفريقيا وجزيرة العرب. وأكد خبير اقتصادي حلل النشرية أن اقتصاد الجزائر والعرب يتجه من السوء إلى الأسوأ هذه الأيام متأثرا بأعمال الشغب. عرفت أسعار المواد الأولية ارتفاعا قياسيا في البورصات العالمية مؤخرا. وبعد أن سجل الذهب أعلى مستوياته، التحق به النحاس والقصدير، إلى جانب مواد أولية أخرى، تزامنت مع مضاربات أسعار المواد الغذائية وتداولات العملات. وقد انعكست هذه الأسعار إيجابا على الاقتصاد الأمريكي، حيث سجلت واشنطن أعلى نمو لها منذ 22 سنة ونصف، حسب نشرية لندن، رغم أنها أكبر مستورد للمواد الأولية، إلا أن نشاطها الصناعي المتنامي وسياستها الاستثمارية العائدة بقوة خلال 2011، مكنتها من تجاوز الأزمة المالية العالمية، وارتفعت ربحية شركاتها وعاد الاستقرار إلى اقتصادها تدريجيا. هذه الأوضاع المريحة بالنسبة لواشنطن، انعكست سلبا على العرب وفي ظروف قياسية لم تتجاوز شهرا منذ بداية السنة الجارية، تحول الاستقرار الاقتصادي المسجل بين 2008 و2010، بفضل بحبوحة البترول والمعادن الباطنية، إلى شبه انهيار وشلل تجاري مس كل القطاعات، إذ تشهد تونس ومصر حالة غليان في الشوارع حبست كل النشاطات الاقتصادية في قفص الشغب، وأصبحت رهينة التغييرات السياسية على مستوى السلطات العمومية والنظام الحاكم، كما تسببت أعمال الشغب في تخريب عدة قطاعات بالجزائر واليمن والأردن وعمان ودول أخرى منتظرة هذا الشهر، هي سوريا والمغرب، حسب بيانات المظاهرات التي تنشرها صحف هذه الدول. هذه الحركات الاحتجاجية، يقول الخبراء، إنها حولت الاستقرار إلى انهيار.. وحسب محلل اقتصادي بارز، لم تذكر نشرية لندن اسمه، فإن العرب في مأزق حقيقي داخليا وخارجيا. وتؤكد تحليلات الخبراء على تزايد حدة التوتر بين الشعب وسلطة كل بلد عربي، خصوصا أن أسعار المواد الأولية والغذائية مستمرة في الارتفاع، ولن تعوض مداخيل البترول فاتورة الواردات بعد 20 سنة من الآن، بسبب توجه العالم إلى الطاقات المتجددة، وبالتالي فإن الاقتصاد العربي وشيك على الانهيار، وتقول أطراف أن حملة التغييرات مفتعلة، للتعتيم عن السياسات الاقتصادية الفاشلة، وهي تحضر لجمهوريات جديدة تتماشى والنظام العالمي الجديد. في سياق متصل قفزت أسعار النحاس ببورصة لندن في تعاملات أمس، إلى 9832 دولار للطن، وهو مستوى قياسي، بعد أن كانت محددة ب 9745 دولار عند إغلاق أول أمس. كما قفز القصدير إلى أعلى مستوى له على الإطلاق مسجلا سعر 30400 دولار للطن، وقد سجل النحاس أعلى مستوياته منذ 4 سنوات ببورصة شنغهاي، مدعوما ببيانات إيجابية لنشاط قطاع التصنيع في الصين والولايات المتحدةالأمريكية. وصعدت أسعار المعدن الأحمر لعقود أفريل المقبل، بنحو 1.5بالمائة، وهي الأكثر نشاطا في بورصة شنغهاي، لتصل إلى 74530 يوان صيني للطن، وهو أعلى مستوى له منذ أفريل 2007.