ارتفعت أسعار البترول إلى ما فوق 100 دولار لأول مرة منذ عامين نتيجة أحداث مصر وفي ظل هذه التطورات أبدت منظمة أوبك استعدادها لتغطية أي ندرة محتملة يقول الخبير النفطي نيكولا سركيس للقناة الإذاعية الأولى حيث أوضح عدم استغرابه لارتفاع أسعار البترول عقب الاضطرابات المصرية و يرجع ذلك إلى احتلال مصر مركزا مهما في السوق النفطية لكونها بلد نفطيا منتجا و مصدرا بالإضافة إلى أنها بلد عبور لقسم كبير من البترول من منطقة الخليج إلى دول أوروبا الغربية إذ يتم تزويدها بمليون برميل يوميا في قناة السويس، لذلك يقول سركيس أن الارتفاع لم يكن مستغربا و يوضح انه إن لم تعد الأمور إلى طبيعتها فسيكون هناك تأثير على الأسعار. و يستطرد ذات المتحدث قائلا بأن الدول الأعضاء في منظمة الأوبك ستبادر في زيادة الإنتاج في حالة الضرورة خاصة و ان معظمها لديه فائض في الطاقة الإنتاجية و المطلوب التريث لما ستؤول إليه الأوضاع: فيما تراجعت أسعار النفط للعقود الآجلة في التعاملات الأسيوية اليوم الثلاثاء متأثرة ببيانات أظهرت تباطؤ نشاط المصانع في الصين إلي أدنى مستوى في خمسة أشهر وهو ما قد يشير الى ان الطلب على الخام لن يرتفع بالسرعة المتوقعة في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم لكن الاضطرابات في مصر أبقت خام القياس الأوروبي مزيج برنت فوق 100 دولار للبرميل. للإشارة انخفض سعر عقود برنت تسليم مارس 52 سنتا إلي 100.49 دولار للبرميل بحلول الساعة الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش بعد ان تخطى حاجز 100 دولار للمرة الأولى منذ أكتوبر 2008 و هذا أمس الاثنين عندما سجل 101.73 دولار ، وتراجع الخام الأمريكي الخفيف 23 سنتا إلي 91.96 دولار للبرميل من جهة انتعشت أسعار الذهب في التعاملات الأسيوية اليوم الثلاثاء من خسائر الجلسة السابقة بينما أشارت أول زيادة في أسبوع في حيازات صناديق المؤشرات إلي أن بعض المستثمرين ما زالوا يثقون في المعدن النفيس على الرغم من تحسن في مجمل البيانات الاقتصادية الأمريكية ،حيث سجل سعر الذهب للمعاملات الفورية 1337.35 دولار للأوقية (الاونصة) مرتفعا 5.35 دولار وبعد ان كان هبط أثناء جلسة الاثنين إلي 1322.90 دولار. بالمقابل ارتفعت عملة اليورو في التعاملات الأسيوية اليوم الثلاثاء مقتربا من أعلى مستوى له في شهرين بعد قفزة في التضخم في منطقة العملة الأوروبية الموحدة. من جانب آخر قفزت أسعار النحاس بسوق لندن في التعاملات الأسيوية اليوم الثلاثاء إلي 9832 دولارا للطن وهو مستوى قياسي مرتفع جديد كما قفز القصدير إلي أعلى مستوى له على الإطلاق عند 30400 دولار للطن في حين سجل النحاس ببورصة شنغهاي أعلى مستوياته في حوالي أربعة أعوام مدعوما ببيانات ايجابية لنشاط قطاع التصنيع في الصين وأمريكا. وفي هذا الشأن قال محلل بارز لأسواق السلع الأولية "باستثناء الأوضاع في شمال أفريقيا والشرق الأوسط التي من المؤكد ان تزداد سوءا، فان باقي العالم يبدو انه يظهر أداء جيدا جدا على الصعيد الاقتصادي." كما ارتد مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية في نهاية جلسة المعاملات اليوم الثلاثاء عن أدنى مستوى إغلاق منذ شهر مع ارتفاع أسهم الشركات التي يرتبط نشاطها بقطاع النفط بسبب الاضطرابات التي تشهدها مصر. وارتفعت أسهم الشركات التي لها نشاط كبير في السوق الأمريكية مثل هوندا موتور بفعل الآمال في انتعاش مستمر في تلك السوق بعد أن حققت أرباحا قوية. في هذا الصدد قال دومينيك ستروس كان المدير العام لصندوق النقد الدولي اليوم الثلاثاء انه لا يتوقع أن يكون للمشاكل في مصر وتونس تداعيات عالمية عدا تأثيرها على أسواق النفط، وقال انه يتعين على اليابان بشكل عاجل التصدي لمشاكلها النقدية.