قررت شركات السياحة الأوروبية تغيير وجهة رحلاتها السياحية من مصر وتونس إلى بلدان أخرى للتمتع بشمس الشتاء في ظروف أمنية وسياسية مستقرة، إذ تقصد حاليا تركيا والمغرب وجزر الكناري وموريشوس والدومينيكان، ومن جهة أخرى خسر العرب 49 مليار دولار بسبب أزمة بورصة مصر أرجعت هذه الشركات تغيير وجهتها إلى العائق الأمني وانفلات الأوضاع في كل من تونس ومصر، بعد فرار الرئيس بن علي من غضب التونسيين، وتزايد الأوضاع حدة في القاهرة، ما تسبب في تبديد آمال هذه الشركات وتعليق رحلاتها إلى هذين البلدين، لاسيما وأن تونس تتميز بالأسعار الرخيصة ومصر تشهد شتاء معتدلا ودافئا سنويا، غير أن شركة "تي يو اي ترافل" البريطانية، كبرى شركات السياحة في أوروبا، تكبدت خسائر بقيمة 35 مليون أورو، بسبب موجة التصعيدات في البلدين، كما تعاني مؤسسة "توماس كوك" الفرنسية بسبب عودة السياح من تونس ومصر، فيما تم إقصاء الجزائر نهائيا لدواع أمنية، بالرغم من رغبة شيوخ أوروبا تمضية الشتاء بتمنراست وبعض المدن الجزائرية، إلا أن شركات السياحة الأوروبية تقترح على الزبائن التوجه إلى المغرب وجزر الكناري وتركيا، حيث قررت مجموعة "تي يو اي" للسياحة بألمانيا رفع عدد مقاعدها المحجوزة للكناري إلى 40 ألف مقعد، والبقية توزعهم على بلدان آمنة غير عربية. ويرتقب، حسب الأوروبيين، أن يستفيد المغرب وجزر الباليار من انكفاء السياح عن التوجه إلى تونس المجاورة. خسائر بورصة العرب بلغت 49 مليار دولار من جهة أخرى، وعلى صعيد تعاملات البورصة العالمية، كشفت شركة الدراسات الكويتية "كامكو" عن تسجيل 13 دولة عربية لخسائر بلغت 49 مليار دولار بسبب موجة الاحتجاجات التي اجتاحت مصر مؤخرا، وكذا إقدام هذه الأخيرة على غلق البورصة وتعليق تعاملاتها، ولقد انخفضت التعاملات من 991 دولار خلال شهر جانفي إلى 942 مليار دولار حاليا، وسجلت البلدان الخليجية خسائر تجاوزت 32 مليار دولار من قيمتها السوقية مجتمعة، وتصدرت السعودية الخسائر ب 21 مليار دولار، فيما لم يذكر التقرير الجزائر نهائيا، وركز على الصدمة العربية التي كانت في طور التعافي بعد الأزمة المالية العالمية خلال 2008، وكانت الأسواق العربية عوضت 100 مليار دولار من خسائر هذه الأزمة خلال 2010، دفعتها كضريبة تبعيتها للأسواق والبورصات الخارجية.