شكّلت مشاكل قطاع الصحة بولاية باتنة محور اللقاء الذي جمع والي ولاية باتنة، الحسين معزوز، أول أمس، بمختلف الفاعلين في قطاع الصحة بالولاية وعلى رأسهم مدير القطاع لمناقشة المشاكل التي باتت تعاني منها الصحة أكثر من أي وقت مضى وانشغالات المواطنين وشكاويهم التي تصب في غالبيتها في خانة قلة وانعدام الخدمات العلاجية أو تذبذبها في أحسن الأحوال في المصحات العمومية داخل الولاية أو عبر الدوائر والبلديات التعداد السكاني المتزايد بالولاية لا زال يعتمد في الخدمات الصحية الأساسية والاستعجالية على المستشفى الجامعي الوحيد، رغم بعده بمسافات معتبرة تصل إلى ال 15 كلم عن أحياء مثل كشيدة وأولاد بشينة. وقد طالب مواطنو عديد الأحياء بتمديد المداومة إلى الليل على مستوى المراكز الطبية الجوارية، فضلا عن أن هذا المستشفى غالبا ما يكون ملاذا للمرضى الوافدين من دوائر الولاية وبلدياتها، مثل نقاوس وآريس وبريكة، بعد أن عجزت الهياكل الطبية في كثير من مناطق باتنة عن تأدية الحد الأدنى من الخدمة للمواطن نتيجة التسيب المهني والإداري وقلة الوسائل والتجهيزات. وشكّل الوضع ضغطا متزايدا على المستشفى الأول في الولاية، ما جعله عاجزا عن استيعاب أعداد المرضى خصوصا في مصلحة الاستعجالات. وقد اشتكى مواطنون من الخدمة على مستوى هذه المصلحة التي أصبحت تتم وفق منطق المحسوبية والمحاباة و”المعريفة”، سواء ما تعلق بالتكفل الطبي أو تقديم الدواء. وتلاحظ هذه التصرفات بشكل أوضح بعيادة التوليد مريم بوعتورة المنتهية بها أشغال التهيئة حديثا والمستفيدة من غلاف مالي ضخم بغرض التوسعة وتحسين الخدمة، غير أن مستوى الخدمة يراوح مكانه منذ سنوات رغم ضخامة الأموال والوسائل، ولا تزال طوابير الحوامل تصطف أمام قاعات الفحص في انتظار قدوم الطبيبة قبيل نهاية فترة الداوم الصباحي، فضلا عما يتعرضن له من معاملة سيئة من طرف بعض القابلات. وقد استمع الوالي إلى مدير القطاع الذي استعرض الخارطة الصحية للولاية بما تدعمت به من مشاريع، خلال المخطط الخماسي الماضي، وما ينتظر إنجازه خلال المخطط الخماسي الحالي. وأكدت السلطات الولائية أن التجاوزات المتعلقة بتأخر التحاق الأطباء أو غيابهم عن مناصب عملهم وعدم اتخاذ الإجراءات الإدارية التي تحد من ذلك سيكون محل تحقيق تقوم به لجنة ولائية تحدد مسؤوليات كل طرف. ويذكر أن القطاع استفاد في إطار الخماسي الجاري من 136 مليار سنتيم ستوجه لإنجاز ثمان عمليات جديدة أهمها مدرسة للتكوين الشبه الطبي ب 500 مقعد. ... وسكان “غوفي” يطالبون بقاعة علاج طالب عشرات المواطنين بمنطقة غوفي، التابعة لبلدية غسيرة بباتنة، من السلطات المحلية تسجيل مشروع لإنجاز قاعة علاج متعددة الخدمات، لوضع حد لتنقلهم إلى المناطق المجاورة ومركز البلدية للحصول على الخدمات الصحية اللازمة. وأكد المواطنون أن تزايد السكان يزيد من ضرورة المشروع، مع الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة السياحية للمنطقة واحتوائها على المعلم الطبيعي والتاريخي “شرفات غوفي”، وهي بحاجة إلى تثبيت سكانها فيها بعد استتباب الأمن بتوفير المرافق الضرورية للحياة.