برر القيادي في حركة الإخوان المسلمين في مصر، محمد البلتاجي، في تصريح ل "الفجر" موافقة جماعة الإخوان على بدء الحوار مع السلطة بتحقيق حد كاف من التنازلات من السلطة للحوار معها بعد تفويض سلطات الرئيس عمر سليمان، بالإضافة إلى رغبة حركة الإخوان في إظهار استعدادها للتفاوض عكس ما يروج على أن الحركة تعطل الحوار "قبلنا محاورة الحكومة كي لا نتهم بتعطيل الحوار وليس لدينا أجندة خاصة" أكد القيادي الاخواني البارز، محمد البلتاجي، في حديث ل "الفجر" أن حركته قبلت دعوة الحكومة المصرية للتفاوض لقطع الطريق أمام من يحاولون تسويق فكرة أن الإخوان هم من يعطلون الحوار أو يترددون فيه، ما يزيد من معاناة الجماهير وبالتالي "لقاؤنا بسليمان هو لإظهار استعداد الإخوان للتفاوض". وفي تساؤل ل "الفجر" حول قبول حركة الإخوان الحوار مع السلطات مع أن مبارك لم يرحل من الحكم وهو المطلب الرئيسي للشارع المصري، أكد القيادي الإخواني البلتاجي، أنه تم تحقيق حد لابأس به من المطالب وهو تقليل صلاحيات الرئيس لأن هناك تفويضا لصلاحياته، أي هناك حد كاف من تنازلات السلطة لبدء الحوار معها. ويضيف البلتاجي أن موقف الإخوان هو موقف كل القوى الوطنية والتي تنادي بأنه لا مفاوضات إلا برحيل مبارك يعني بانتقال السلطة وليس هناك خلاف بين المعارضة حول رحيل السلطة ولكن هذه اللقاءات تعني استعدادها للتفاوض. وحول ما تردد بأن حركة الإخوان المسلمين استغلت فرصة دعوتها من طرف السلطة للحوار وسارعت إلى القبول خاصة وأن المحاكم والاعتقالات كانت هي اللغة الوحيدة للسلطات المصرية تجاه الإخوان نفى البلتاجي أية أجندة خاصة قائلا "ليس لحركة الإخوان أجندة خاصة بهم في التفاوض مع السلطة وإنما مطالبنا هي مطالب للحركة الوطنية كلها". أما عن رفض شباب ميدان التحرير لأي طرف يمثلهم في الحوار مع السلطة، أكد القيادي الاخواني ل "الفجر" أن الشباب في ميدان التحرير ممثلون في تيار التغيير بمكوناته المختلفة وتوسيع مشاركتهم هو الأصل لكن الالتفاف على التغيير من خلال لقاء شباب بعيدا عن الحركة الوطنية هو المرفوض. وعن أسباب رفض الإخوان المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة أجاب محمد البلتاجي أن "الإخوان لن يشاركوا في الرئاسيات لطمأنة الرأي العام الغربي الذي يتخوف من أن يكون الإخوان هم البديل لمبارك". يُشار إلى أن حركة "الإخوان المسلمين" كانت قد أعلنت قبل أيام رفضها الدخول في أي حوار مع السلطات المصرية قبل تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، والإستجابة لكافة مطالب المتظاهرين المصريين الأخرى. وكانت انباء تحدثت عن أن المتظاهرين شكلوا لجنة من عشرة أعضاء تمثل قوى شبابية وسياسية مختلفة، تدعمها لجنة من 20 شخصية من كتاب ومفكرين وسياسيين ونشطاء مجتمع مدني، ومن ضمنهم الإخواني محمد البلتاجي، والمستشار طارق البشري، نائب رئيس مجلس الدولة السابق والناصري حامدين صباحي، وغيرهم. وحدد الشباب مطالبهم في "رحيل الرئيس حسني مبارك والنظام بأكمله فورا، ومحاسبة المسؤولين عن مقتل مئات الشهداء، وإنهاء حالة الطوارئ والإفراج عن جميع المعتقلين، وحل مجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية، وحرية تكوين الأحزاب السياسية". وكان عدد من الشباب الذين شاركوا في تنظيم هذه المظاهرات منذ ال25 من الشهر الماضي قد نفوا الأنباء التي ترددت عن توصلهم لاتفاق مع ما تسمى بلجنة الحكماء، التي أعلنت قبولها التفاوض مع السلطات المصرية بعد أن يعلن الرئيس حسني مبارك تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان.