قالت جماعة الإخوان المسلمين المصرية أمس أنها ترفض الحوار مع الحكومة الجديدة التي شكلها مبارك أو مع عمر سليمان الذي نصبه نائبا عنه وكلفه بالحوار مع فعاليات المعارضة. حيث أكد قياديون في الحركة أنهم لن يتحاوروا مع أحد ما لم يتم إسقاط مبارك عن الحكم، وقال محمد البلتاجي العضو السابق بالبرلمان المصري وعضو جماعة الإخوان، أن الطلب الأول هو رحيل مبارك وبعد ذلك فقط يمكن بدء الحوار مع الجيش بشأن تفاصيل انتقال سلمي للسلطة، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه العديد من قيادات المعارضة، حيث رفضوا رفضا قاطعا مبدأ الحوار والتفاوض مع أطراف السلطة قبل رحيل الرئيس الحالي، وكان ائتلاف من جماعات المعارضة قد أبلغ الحكومة المصرية أنه سيبدأ محادثات بشأن التحول إلى الديمقراطية بمجرد تنحي حسني مبارك. وقد ظهر عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أول أمس على التلفزيون المصري، حيث أكد أن الرئيس حسني مبارك قد كلفه بإجراء اتصالات على الفور مع جميع القوى السياسية حول عدد من القضايا من بينها الإصلاح الدستوري والتشريعي، وأوضح أن تكليفات مبارك للحكومة الجديدة تشمل الاستجابة لما تصدره محكمة النقض من أحكام بإعادة الانتخابات البرلمانية السابقة في الدوائر التي شهدت طعونا ضد النتيجة التي أسفرت عن فوز الحزب الوطني الحاكم بأغلبية ساحقة، وقال أن قرارات محكمة النقض في الطعون الانتخابية لا بد أن تحظى بالتنفيذ من جانب الحكومة على نحو عاجل ودون إبطاء بما يكفل اتخاذ الإجراءات الدستورية والتشريعية لإعادة الانتخابات بدوائر الطعون في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، كما أشار إلى صدور توجيهات بالإعلان في غضون أيام قليلة عن بيان للحكومة يتضمن سياسات واضحة ومحددة في إطار زمني عاجل على نحو يعيد الثقة في الاقتصاد المصري كما قال، ويعوض ما لحق به من أضرار وخسائر، ويتعامل مع البطالة ومكافحة الفقر والفساد، وتحقيق التوازن بين الأجور والأسعار. وكان عصام العريان العضو البارز بجماعة الإخوان المسلمين أكد يوم الاثنين الماضي أن الجماعة بصدد تشكيل لجنة سياسية موسعة مع المعارض محمد البرادعي للحديث مع الجيش، وصرّح لوسائل الإعلام أن الإخوان يناقشون تشكيل لجنة تفاوض موسعة للقضايا السياسية مع البرادعي لتعكس إرادة المصريين وتتفاوض مع الجيش، مضيفا أن جماعة الإخوان لا تتخذ قرارات من جانب واحد دون القوى الوطنية وأنها ستسعى أيضا للاتصال بأطراف سياسية أخرى دون أن يقدم إيضاحات . وأكدت جماعة الإخوان المسلمين رفضها التعيينات التي أصدرها الرئيس مبارك، والمتعلقة بتكليف أحمد شفيق وزير الطيران بتشكيل حكومة جديدة، كما عيّن عمر سليمان المدير العام للمخابرات نائباً له، ودعا زعيم الإخوان المسلمين محمد بديع مبارك إلى الرحيل وطالبه بحل مجلس الشعب الذي قال أنه مزور، وذلك قبل الشروع في تعيين حكومة وطنية ائتلافية، كما حث الولاياتالمتحدة على الانحياز إلى الشعب المصري لأن عهد الدكتاتورية انتهى وعهد الديمقراطية والحرية بدأ على حد تعبيره .