خلّفت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على ولاية جيجل، نهاية الأسبوع الماضي، كارثة حقيقية على سكان بلدية أولاد رابح، الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي للولاية المتاخمة لبلديتي ياينان والشيقارة التابعتين إداريا لولاية ميلة، إذ نجم عن ذلك انزلاق الأرضية على طرفي الجسر الواقع بين بلديتي سيدي معروف وأولاد رابح، ما دفع السلطات المحلية إلى قطع المواصلات وحركة سير المركبات على الجسر بصفة نهائية. وأمام هذا الوضع المتأزم المتمثل في عزلة كل سكان بلدية أولاد رابح، سارعت جريدة “الفجر” للتنقل إلى عين المكان حيث يتواجد الجسر المذكور الذي لا يبعد عن مركز بلدية سيدي معروف إلا بحوالي 3 كلم، إذ وجدنا أن الحركة به تقتصر على مرور الأشخاص فقط، في حين تم منع تنقل السيارات والشاحنات كإجراء احترازي نظرا للوضعية الخطيرة التي صار عليها الجسر بالنظر إلى عوامل التعرية التي تسببت فيها مياه الأمطار على المدخل الشرقي والغربي للجسر والتي لا تسمح بتنقل المركبات. وحسب التوضيحات التي قدمها أعضاء المجلس الشعبي للبلدية، فإنه قد تم السماح للمواطنين بالتنقل سواء للضفة الشرقية أو الغربية من الجسر على أن تتكفل وسائل النقل التابعة للبلديتين بمهمة نقل المواطنين في الإقليم التابع لها، أما بالنسبة لتنقل السيارات والشاحنات فيبقى مرهونا بالترميمات التي ستجرى على مستوى الجسر وكذا الحصول على الضوء الأخضر من المصالح التقنية. وقد اشتكى مواطنو بلدية أولاد رابح من العزلة التي يعيشونها، هذه الأيام، بسبب صعوبات التزود بمختلف المواد، إضافة إلى عدم تمكّنهم من الاستفادة من مختلف الخدمات الصحية التي تقدمها لهم العيادات المتواجدة ببلدية سيدي معروف. ويبقى المنفذ الوحيد لأصحاب السيارات للوصول إلى الدائرة التابعين لها هو المرور عبر بليدة شيقارة التابعة لولاية ميلة إذ يكلفهم ذلك أتعابا ومصاريف إضافية نتيجة طول المسافة. وفي ذات السياق، كشف لنا المواطنون الذين التقيناهم ينتظرون قدوم وسائل النقل أن الحل الجذري لهذا المشكل يكمن في تدخل والي الولاية شخصيا من أجل برمجة تشييد جسر جديد بمواصفات عالية يراعي طبيعة الوادي الذي يمتاز بطول عرضه وارتفاع منسوب مياهه بسرعة عند تساقط الأمطار الغزيرة.