حقق تجار طاولات المفرقعات بحي جامع اليهود بالعاصمة، أرباحا قياسية قدّرها بعضهم عشية ليلة المولد الشريف ب 100 مليون سنتيم في يوم واحد، وقدر آخرون العائدات الإجمالية لنشاط المفرقعات في العاصمة ب 250 مليار سنتيم، وأشار آخرون إلى بلوغها وطنيا نحو 500 مليار سنتيم، معتمدين على معادلة بسيطة في حساب كميات البيع ومؤشرات التوزيع النشاط تراجع في 2011 بسبب تضييق الخناق على الموانئ وباعتبار أن حي “جامع اليهود”، المتواجد بالقصبة بقلب العاصمة، يُعد مركزا لتوزيع المفرقعات والألعاب النارية على المستوى الوطني، فإن تجار الطاولات المنتشرة على الطريق الرئيسي للحي، أكدوا في تصريحات مختلفة أن حجم الأرباح هذه السنة تراجع مقارنة بالسنة الماضية، بعد التضييق الذي مارسته الدولة على مستوى الموانئ، ما حرّك نشاط التهريب عبر الحدود، حيث استقبلت ملايير الدينارات من المفرقعات في ظرف قياسي. وقال بعض التجار الشبان إن الأرباح تقلصت بنحو 80 إلى 100 مليار سنتيم هذا العام، لكنهم أعربوا عن فرحتهم التجارية بمناسبة المولد الشريف، واعتبروا المناسبة فرصة لا تعوض لتحقيق الأرباح القياسية، والتي قدّرها بعضهم بحوالي 250 مليار سنتيم بالعاصمة وحدها، وأشاروا إلى بلوغها نحو 400 إلى 550 مليار سنتيم وطنيا، بعد أن قدموا مؤشرات الأرباح بالاعتماد على سعر مبيعات العلبة الصغيرة من المفرقعات المحددة عند 100 دج، بعد أن كانت العام الماضي لا تتعدى 60 دج، وذلك لنقص العرض هذه السنة وتزايد الطلب. وأوضح هؤلاء أن المعادلة البسيطة المتمثلة في حساب المبيعات والتكلفة وتقدير الكميات الموزعة على مستوى الأسواق المحلية تترجم العائدات المذكورة. نشاط تجاري يُدّر الرماد لقد تحولت المفرقعات والألعاب النارية التي تم اقتناؤها من قبل المواطنين إلى رماد لحظات بعد إشعال فتيلها، وأسرّ لنا بعض الزبائن ممن التقينا بهم أن تكلفة شراء هذه “الناريات” تراوحت بين ألفين إلى 5 آلاف دج للابن الواحد من أبنائهم، فيما قال آخرون إن المفرقعات كلفتهم “الشهرية” كاملة من أجل إرضاء الأبناء، ومنهم من صرف بين 9 آلاف دج إلى 12 ألف دج عشية ليلة المولد الشريف فقط. وبالرغم من أن أرباب العائلات من النساء والرجال أجمعوا على “مضرة” هذه المفرقعات من حيث تبذير الأموال والإسراف فيها، وكذا من الناحية الصحية بسبب دخانها الكيميائي الضار، ومن ناحية الاستهلاك لأنها لا تنفع ومجرد ذرّ للأموال على الرماد، إلا أن الغاية تبرر الوسيلة حسبهم، إرضاء للأبناء وتهويلا للأحياء الشعبية على حساب القدرة الشرائية، والتي أكدوا بشأنها أنها ستنهار بعد المولد الشريف مباشرة، وستلجأ عدة عائلات إلى “التسلاف” لإتمام الشهر، وهي سيناريوهات تتكرر في كل مناسبة، تؤكد غياب الثقافة الاقتصادية لدى العائلات، وانعدام الفكر الاستراتيجي في تسيير الرواتب لصرفها فيما ينفع.. وهي قراءات الخبراء الذين قدموا أرقاما رهيبة عن الجزائريين، تكشف حقيقة الإسراف في الميزانيات الشهرية، حيث تجاوزت الأرقام 3 إلى 5 ملايين سنتيم، تصرفها العائلات التي لا يتجاوز دخلها الشهري 20 ألف دج، فيما يصرف أصحاب دخل 30 إلى 50 ألف دج شهريا، حوالي 70 ألف دج في كل مناسبة، ما يؤشر على صرف نحو ضعف الأجرة الشهرية خلال مناسبة يوم واحد، لا تتطلب كل هذا التبذير الاقتصادي، يقول الخبراء.